للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضحكت وطلوع الشّمس؛ حيث لا يصحّ فيه العطف؛ إذ الطّلوع لا يكون منه ضحك (١)، وأجاز:" جاء البرد والطيالسة"؛ لأنّ المجئ يصحّ منها، وأجاز ابن جنّى (٢) ذلك جميعه.

الحكم الثانى: لا يتقدّم المفعول معه على الفعل؛ لأنّ الواو منقوله عن باب لا يصحّ لها فيه التقديم - وهو العطف - فلا تقول: والخشبة (٣) استوى الماء، كما لم يجز: وزيد قام عمرو، والقياس أن لا يجوز تقديم المفعول معه على الفاعل؛ فلا يقال: جاء والطيالسة البرد، كما لا تقول: قام وعمرو وزيد، وقد أجازه ابن جنّى فى الخصائص (٤) - حملا على قول الشاعر (٥):

جمعت وبخلا غيبة ونميمة ... ثلاث خلال لست عنها بمر عوى

وهذا عند غيره من ضرورة الشّعر (٦).

الحكم الثالث: لا يجوز حذف هذه" الواو" من اللفظ، كما لا يجوز حذف اللّام من المفعول له؛ لأنّ الفعل لا يفتقر إلى المصاحب لفاعله، كما يفتقر إلى الغرض والسّبب الذى من أجله وجد؛ لأنّ" الواو" هى المقوّية للفعل على العمل، فإذا حذفتها زال أثرها، وليست كحروف الجرّ التى حذفت


(١) انظر: الخصائص ١/ ٣١٣ و ٢/ ٣٨٣.
(٢) الخصائص ٢/ ٣٨٣.
(٣) انظر: الأصول ١/ ٢١١.
(٤) ٢/ ٣٨٣.
(٥) هو يزيد بن الحكم الثقفيّ
انظر: الخصائص في الموضع السابق، والخزانة ٣/ ١٣٠ والهمع ٣/ ٢٤٠.
(٦) قال البغدادى فى الموضع السابق من الخزانة:" والأولى المنع رعاية لأصل الواو، والشعر ضرورة".