للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمّا الجملة: فقالوا:" كلّمته فاه إلى فىّ" وبايعته يدا بيد" و" بعت الشّاة شاة ودرهما" و" بيّنت له حسابه بابا بابا"

و" قامرته درهما فى درهم قال سيبويه: واعلم أنّ هذه الأسماء - الّتى فى هذا الباب - لا يفرد منها شئ دون شئ؛ فلا تقول: كلّمته فاه، حتّى تقول إلى فىّ، وكذلك الباقى، قال: ومن العرب من يرفع هذا (١) النّحو، وهو قليل.

وأمّا المفرد: فكقوله تعالى: هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً (٢) وقوله تعالى:

فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ (٣)، وقول الشّاعر (٤):

ترى خلفها نصفا قناة قويمة ... ونصفا نقا يرتجّ أو يتمرمر

وقولهم:" هذه جبّتك خزا"، فجميع هذه الأمثلة مؤوّلة، مرجوع بها إلى المشتقّ، تقديره: مشافها، ونقدا، ومسعّرا، ومفصّلا، ومقرّرا، وعلامة ومفترقين، ومقسوما، وناعما.


(١) الكتاب ١/ ٣٩١ - ٣٩٢.
(٢) ٧٣ / الأعراف.
(٣) ٨٨ / النّساء.
(٤) هو ذو الرّمة. انظر: ديوانه ٦٢٣.
والبيت من شواهد سيبويه ٢/ ١١ وروايته: نصف .. ونصف وهو عنده شاهد على رفع" نصف" وما بعده على القطع، قال: وبعضهم ينصبه على البدل، وإن شئت كان بمنزلة: رأيته قائما، كأنّه صار خبرا، على حدّ من جعله صفة للنكرة".
وانظر أيضا: الخصائص ١/ ٣٠١.
النقا الكثيب من الرّمل. يرتجّ: يتحرّك ويضطرب يتمرمر: أى: يجرى بعضه فى بعض، وهو قريب من الارتجاج.
وقوله: نصفا قناة قويمة: يريد أسافلها.
يصف امرأة أعلاها رشيق وأسفلها فى امتلائه كالنقا المرتجّ، وعجزها ضخم.