للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا" بيد": فأكثر ما يستعمل مع" أنّ"، تقول: ذهب الناس بيد أنّي لم أذهب، ومنه قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:"

.. بيد أنيّ (١) من قريش" ومعناها معنى" غير" (٢)، وقد يكون بمعنى" على"، وقد يبدل من بائها ميم (٣)، لغة.

وأمّا" بله" فهي من أسماء الأفعال، ومعناها معنى" دع" (٤)، ويكون ما بعدها منصوبا، تقول: قام القوم بله زيدا، أي: دع زيدا، وستجئ مبيّنة في باب (٥) العوامل.

وأمّا" لا سيّما": فإنها ثلاث كلمات:" لا" النافية - ومنهم من يجعلها (٦) زائدة - وسىّ بمعنى" مثل"، و" ما" بمعنى" الّذي".


(١) هذا جزء من الحديث، وهو بتمامه هكذا:" أنا أفصح العرب بيد أنّي من قريش، واسترضعت في بني سعد".
وقد قيل: إنّه موضوع؛ ففي كتاب" المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" لعليّ القاري الهروى ص ٣٣ - ٣٤:" حديث أنا أفصح العرب بيد أنيّ من قريش. قال السيوطيّ: لا يعلم من أخرجه ولا إسناده".
وفي كتاب" كشف الخفا ومزيل الإلباس" للعجلونى الجرّاحيّ:" قال في اللآلي: معناه صحيح ولكن لا أصل له" انظر ١/ ٢٣٢.
(٢) انظر: الأصول ١/ ٢٨٤.
(٣) قال الجوهرىّ في الصحاح (ميد):" وميد: لغة في بيد، بمعنى غير. وفي الحديث: أنا أفصح العرب، ميد أني من قريش، ونشأت في بني سعد بن بكر".
(٤) قال الجوهريّ في الصحاح (بله):" وبله: كلمة مبنيّة على الفتح، مثل كيف، ومعناها: دع ..
ويقال: معناها: سوى .. "
(٥) انظر: ص ٥٣٠.
(٦) في الهمع ٣/ ٢٩٤:" وحكى في البديع عن بعضهم أن" لا" فى لا سيّما زائدة".