للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" الّذي" ولو كانت اسما لكان فيه قبح؛ لحذف المبتدأ، التقدير: جاءني الّذي هو كزيد؛ ولهذا استقبحوا من قرأ: تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ (١)، بالّرفع (٢).

الثاني: أن تكون زائدة، كقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (٣)، أى:

ليس مثله شئ (٤)؛ لأنّ الله لا مثل له.

ولا تدخل الكاف على مضمر؛ استغناءا عنها ب" مثل"؛ فلا تقول: أنت كه، تريد: أنت كزيد، وقد جاء في الشّعر (٥) شاذا.

وأمّا التّاء والواو: فمختصّان بالقسم، وسيذكران في الفصل الثاني من هذا الباب.

وأمّا" من": فلها خمسة مواضع:

الأوّل: أن تكون لابتداء الغاية، كقولك: سرت من بغداد، أي كان ابتداء السّير منها إلى الغاية التى يقصدها، وهذا الكتاب من فلان إلى فلان، أي ابتداؤه منه، فيتّصل بمن صدر عنه الكتاب، ولا اعتبار بالتأخير فيه والتّقديم، إذا قلت: هذا الكتاب إلى فلان من فلان، وإذا قلت: زيد أفضل من عمرو، إنّما ابتدأت في إعطائه الفضل؛ حيث عرفت فضل عمرو، ثم تناول ذلك من هو مثل عمرو أو دونه.


(١) ١٥٤ / الأنعام.
(٢) وبه قرأ يحي بن يعمرو ابن أبي إسحاق، ووافقهما الحسن والأعمش، انظر: معاني القرآن للفرّاء ١/ ٣٦٥ ومعاني القرآن للزجاج ٢/ ٣٠٥ والبحر المحيط ٤/ ٢٥٥ والإتحاف ٢٦١.
(٣) ١١ / الشورى.
(٤) انظر: كتاب الشعر لأبي على الفارسىّ ٢٥٨ وحاشية المحقّق في الموضع المذكور.
(٥) سيبويه ٢/ ٣٨٤