للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للشّباب، لا الشّباب محلّ للإنسان، ويجوز أن يصرف إلى الحقيقة على حذف مضاف تقديره: زمن عنفوان/ الشّباب.

وأمّا" كي": فالّتى فى قولهم: كيمه؟ كما تقول: لمه؟ ف" ما" اسم استفهام، وحذف الألف منها يدلّ على أنّ" كي" حرف جرّ، مثل:" فيم" و" عمّ"، وسنزيدها بيانا عند ذكر نواصب (١) الفعل المستقبل.

وأمّا" مذ" فستذكر مع أختها في آخر الفرع.

وأمّا" إلى" فهي لانتهاء الغاية، ولها موضعان:

الأوّل: حقيقيّ، كقولك: جئت إلى بغداد، وكقولهم - في الكتاب - من فلان إلى فلان.

ويجوز أن يدخل ما تجرّه في حكم ما قبله، كقوله تعالى: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ (٢)، فالمرافق داخلة في الغسل، وبعضهم (٣) لا يدخلها فيه، كقوله تعالى: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ. (٤)

الثّاني: مجازيّ، وهو إذا كانت بمعنى المصاحبة، كقوله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ (٥)، وقولهم: «الذّود إلى الذود إبل»، وقيل: هما هنا بمعنى" مع" (٦)، ومن ذلك: قولهم: إنما أنا إليك، أي: أنت غايتي، وقولهم قمت إليه، فتجعله منتهاك من مكانك (٧)، وقيل: هما بمعنى اللّام.


(١) انظر ص ٦١٢ - ٦١٥.
(٢) ٦ / المائدة.
(٣) وهو الصحيح. انظر: ابن يعيش ٨/ ١٥ والجنى الداني ٣٧٣ والمغنى ٧٥،
(٤) ١٨٧ / البقرة.
(٥) ٢ / النساء.
(٦) وهذا رأى الأخفش، انظر معانى القرآن ٢٢٤ وانظر أيضا الأزهية ٢٨٢ وابن يعيش ٨/ ١٥ وهو أيضا رأى الكوفيين كما في الجنى الدانى ٣٧٣ وابن يعيش ٤/ ١٥٤.