للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبق في ضمير الشّأن (١) والقصّة، ويجئ فى فاعل" نعم" (٢) و" بئس" إذا كان مضمرا. وهذه الهاء بلفظ واحد مع المذكّر والمؤنّث، والاثنين والجماعة، عند البصريّين (٣).

وقد أدخلوا" ربّ" على" من"، إذا كانت نكرة غير موصولة، حكى عنهم: مررت بمن صالح (٣)، و: ربّ من يقوم

ظريف، قال الشاعر (٤):

يا ربّ من تغتشّه لك ناصح ... ومؤتمن بالغيب غير أمين

وأدخلوها على" مثلك" و" شبهك"، إذا لم تتعرّفا (٥) بالإضافة، وكانا - فى المعنى - نكرتين.

الحكم الثّالث: قد أدخلوا" ما" على" ربّ"، ولا تخلو: أن تكون كافّة لها عن العمل، أو زائدة، أو بتقدير شئ.

أمّا الكافّة: فتدخل بها على المبتدأ والخبر، والفعل والفاعل، كقولك:

ربّما زيد قائم، وربّما قام زيد، وربّما يقوم زيد، وبعضهم يمنع المستقبل - (٦)


(١) انظر: ص ٦١.
(٢) انظر: ص ٤٨٨.
(٣) انظر: الأصول ١/ ٤١٩.
(٤) لم أقف علي اسمه.
وهو من شواهد سيبويه ٢/ ١٠٩، وانظر الأصول ١/ ٤٢١ والهمع ١/ ٣١٦ و ٤/ ١٨٣، ٢٣٤ واللسان (غشش) و (نصح).
تغتشّه: تظن أنّه يغشّك، أي: أنّ المرء قد ينصحه من يظنّ به الغشّ، ويغشّه من يظنّ به الأمانة.
(٥) هذا بنصّه تقريبا فى الأصول ١/ ٤٢٢.
(٦) قال ابن السّراج فى الأصول ١/ ٤١٩:" .. ولمّا كانت" ربّ" إنّما تأتي لما مضى، فكذلك" ربّما" لمّا وقع بعدها الفعل، كان حقّه أن يكون ماضيا، فإذا رأيت الفعل المضارع بعدها فثمّ إضمار" كان" قالوا في قوله تعالى:" رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ": إنه لصدق الوعد كأنّه قد كان كما قال:" ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت" ولم يكن، فكأنه قد كان لصدق الوعد". وانظر: الأزهية ٢٧٦ وتفسير الطبرى ١٤/ ٢ وتفسير القرطبىّ ١٠/ ٢ والبحر المحيط ٥/ ٤٤٤.