للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لو قيل: أو لا تطع منهم كفورا، لا نقلب المعنى (١)، أي: أنّه كان يكون إضرابا عن الأوّل؛ فتجوز طاعته.

والمنقطعة: كقولك: أنا أخرج أو أقيم، أضربت عن الخروج وأثبتّ الإقامة.

وأمّا «لا» فترد في العربيّة على أنحاء، والتى تختصّ بالعطف معناها:

تحقيق ما أسند إلى الأوّل، ونفيه عن الثّاني، تقول: قام زيد لا عمرو، فهي أثبتت القيام. وحقّقته لزيد، ونفته عن عمرو. ولا يظهر بعدها فعل، لئلّا يلتبس بالدّعاء، ولا تقع بعد كلام منفىّ؛ لفساد المعنى، إلا إذا كانت بمعنى «غير» كقوله تعالي: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٢)، وقولك: زيد غير قائم ولا قاعد، ولا يجيزون ذلك في الأعلام، لا تقول: أنت غير زيد ولا عمرو، ولا يعطف بها على «لن» و «لم» لا تقول: لن يقوم زيد ولا يقعد، ولم يقم زيد ولا يقعد.

وأما «بل»: فإنّها عكس «لا» لأنّها تثبت للثّانى ما تنفيه عن الأوّل والبصرىّ (٣) يستدرك بها في النّفي، والإيجاب، تقول: ما قام زيد بل عمرو، وقام زيد بل عمرو؛ فتحمله في الإيجاب علي المعنى، التقدير: بل قام عمرو، فكأنّك أردت الإخبار بقيام زيد، ثمّ تبيّن لك أنّك غلطت، فقلت: بل عمرو، وأما النّفى، فالتقدير فيه - عند قوم (٤) - على وجهين:


(١) انظر: الكتاب ٣/ ١٨٨
(٢) ٧ / فاتحة الكتاب.
(٣) انظر: ابن يعيش ٨/ ١٠٥ والمساعد علي تسهيل الفوائد ٢/ ٤٦٣ الهمع ٥/ ٢٥٥.
(٤) منهم المبرد: وتابعه آخرون. انظر ما سبق من مصادر.