للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا النّصب: فمذهب أبى عمرو (١)، ويونس (٢)، والجرميّ (٣)، والمبرّد (٤) وينشدون البيت منصوبا، قالوا: لأنّ التنوين يعيده إلى أصله، كما أعاد مجرور ما لا ينصرف.

الحكم الرّابع: قد تقدّم القول: أنّ ما فيه الألف واللّام، لا يدخل عليه حرف النّداء؛ لأنّ الألف والّلام لا يجتمعان مع حرف النّداء؛ لما ذكرناه من التّعريف والتّخصيص، وعلى الحقيقة فليس المحدث للتّخصيص حرف النداء وإنّما هو القصد إلى المنادى؛ بدليل بقاء التّخصيص مع حذف الحرف، في قوله تعالى: يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا (٥) ورَبَّنا لا تُؤاخِذْنا (٦)، وما دلّ على التخصيص لا يحذف - وهو مراد - إلّا وله تأثير قويّ، ولو كان حرف النداء يحدث التّخصيص لجاز أن تقول: العبّاس أقبل - وأنت تناديه - فتوجد الألف والّلام مع عدم حذف حرف النّداء؛ ولهذا إذا ناديت هذا النّوع من الأسماء أسماء رجال، فبعضهم يقول: يا حارث، ويا عبّاس، ويا فضل، وهذا يلتبس بمن سمّى حارثا فى الأصل، وبعضهم يقول: يا أيّها الحارث، وفيه قبح؛ لجعل العلم وصفا، كما قالوا: مررت بهذا الحارث، فإن اعتبرت


(١) انظر: المقتضب ٤/ ٢١٣، والهمع ٣/ ٤٢، والخزانة ٢/ ١٥٠.
(٢) انظر: المقتضب ٤/ ٢١٢ والمساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ٥٠١.
(٣) انظر: المقتضب ٤/ ٢١٢، والهمع ٣/ ٤٢.
(٤) المقتضب فى الموضع السّابق.
(٥) ٢٩ / يوسف.
(٦) ٢٨٦ / البقرة.