للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تأنيث عوّضت عن الياء، ألا تراهم يبدلونها هاء في الوقف؟ قال سيبويه (١):

سألت الخليل عن قولهم: يا أبه، ويا أبت لا تفعل، ويا أبتاه (٢) ويا أمّتاه، فزعم أنّ هذه الهاء بمنزلة الهاء في، عمّه، وخاله، وزعم أنّه سمع من العرب من يقول: يا أمّة لا تفعلي (١) - بالضّمّ - ويقول في الوقف يا أمّه، ويا أبه، وإنما يلزمون هذه التّاء في النداء، إذا أضفت إلى نفسك خاصّة، كأنّهم جعلوها عوضا من حذف الياء (٣)، وبعض العرب يقول: يا أمّ لا تفعلى - بالكسر - و: يا ربّ اغفر لي" ويا قوم لا تفعلوا" (٤) بالضّمّ.

فإن أضفت إلى اسم مضاف إلى نفسك فالأولى فيه إثبات الياء، نحو قولك: يا ابن أمّي، وبعضهم يقول: يا ابن أمّا،

فأما من قرأ: يا ابن أم (٥) - بالفتح - (٦) فإنّ سيبويه جعل" الأمّ" و" الابن" في منزلة اسم واحد، فبناهما على الفتح، نحو" خمسة عشر" (٧)، وأمّا المازنيّ، فقال: فيه


(١) الكتاب ٢/ ٣١٠.
(٢) في الأصل: يا أبتا. والتصحيح من سيبويه، وانظر أيضا ما بعده من قوله: أمتّاه.
(٣) انته كلام سيبويه هنا.
(٤) انظر: الأصول ١/ ٣٤١.
(٥) ٩٤ / طه.
(٦) وهم: ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم، انظر: السبعة ٤٢٣ والتيسير ١١٣، وإبراز المعانى ٣٢٩، والنشر ٢/ ٢٧٢ والبحر المحيط ٤/ ٣٩٦ والإتحاف ٢٧٤.
(٧) الكتاب ٢/ ٢١٤.