للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالجائز المطّرد، نحو: دخلت البيت، فسيبويه (١) يجعله غير متعدّ، وغيره (٢) يجعله متعدّيا، قال: ومثل: ذهبت الشّام، دخلت البيت (١)، يعنى أنّه قد حذف منه حرف الجرّ، وكان الأصل: ذهبت إلى الشّام، ودخلت إلى البيت، ومثله قول الشاعر (٣):

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب

وقد فعلوا ذلك فيما يتعدّى من الأفعال إلى مفعول واحد، إذا أرادوا تعديته إلى اثنين، وسيجئ ذكره (٤) فى النّوع الثالث. قال سيبويه: وليس كلّ فعل يتعدّى بحرف جرّ لك أن تحذف منه حرف الجرّ وتعدّيه؛ وإنّما يجوز فيما استعملوه، وأخذ سماعا عنهم (٥)، فأمّا ما جاء لضرورة الشّعر، فكقوله (٦):

تمرون الدّيار ولم تلمّوا ... كلامكم علىّ إذا حرام


(١) الكتاب ١/ ٣٦ - ٣٧.
(٢) وهم الأخفش والجرميّ والمبرّد. انظر: المقتضب ٤/ ٦٠ - ٦١ و ٣٣٧ - ٣٣٩.
(٣) هو عمرو بن معد يكرب، ونسب البيت أيضا إلى العباس ابن مرداس وإلى زرعه بن السائب وإلى خفاف ابن ندبة.
والبيت من شواهد سيبويه ١/ ٣٧، وانظر أيضا: المقتضب ٢/ ٣٥، ٨٣، ٣٢٠ و ٤/ ٣٣١ والأصول ١/ ١٧٨ وابن يعيش ٢/ ٤٤ و ٨/ ٥٠ والمغنى ٣١٥ وشرح أبياته ٥/ ٢٩٩ و ٧/ ١٩٦ والخزانة ١/ ٣٣٩.
النّشب: المال الثابت، كالضياع ونحوها.
(٤) انظر: ص ٤٧٦ - ٤٧٧.
(٥) كذا قال ابن الأثير، والمذكور هنا من قوله" وليس كل فعل .. إلى قوله: وأخذ سماعا عنهم" هو نصّ كلام ابن السّراج فى الأصول ١/ ١٨٠،
والذى فى سيبويه ١/ ٣٨ - ٣٩:" .. وليست (استغفر الله ذنبا) و (أمرتك الخير) أكثر في كلامهم، وإنّما يتكلّم بها بعضهم، وليس كل الفعل يفعل به هذا"
(٦) هو جرير. انظر: ديوانه ٤١٦، ورواية الديوان:
أتمضون الرسوم ولا تحيّا ... كلامكم ...
انظر: الكامل ٥٠ وابن يعيش ٨/ ٨ و ٩/ ١٠٣ والضرائر ١٤٦ والمغنى ١٠٢، ٤٧٣ وشرح أبياته ٢/ ٢٨٩ والخزانة ٩/ ١١٨.