للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتكون بمعني التّهمة، فتتعدّى إلى مفعول واحد، تقول: ظننت زيدا،/ أى اتّهمته، ومنه قوله تعالى: (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (١) أى: متهم.

وأمّا" حسبت" فمنقولة من الحساب العدديّ المتعدّى إلى واحد؛ فإذا قلت: حسبت زيدا عالما، فمعناه: أدخلته في عدد العلماء، بغير علم، وقد يكون بمعنى" علمت"، وقرئ قوله تعالى: وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ (٢) بالرّفع والنّصب، فمن رفع (٣) جعلها بمعنى العلم؛ لأنّ المخفّفة لا تقع إلا بعد أفعال اليقين (٤) وما قرب منها.

وفى مضارعها لغتان؛ الكسر، والفتح، والكسر أكثر، وإن كان شاذّا.

وأمّا" خلت" فهي من الخيال الّذى يخيّل لك من غير تحقيق، وأصله من الياء.

وأمّا" علمت:" فهي من علم القلب، تقول: علمت زيدا كريما، فإن كانت من علم العين تعدّت إلى مفعول واحد، تقول: علمت زيدا، أي: عرفته، ولو


(١) ٢٤ / التكوير. وقرأ الجمهور:" بضنين"، أمّا القراءة المستشهد بها هاهنا فهي قراءة عبد الله ابن عبّاس وزيد ابن ثابت وابن عمر وابن الزّبير وعائشة وعمر بن عبد العزيز وابن جير وعروة وهشام بن جندب ومجاهد وابن كثير وأبي عمرو والكسائى ووافققهم ابن محيصن
واليزيدي انظر: السبعة ٧٣٦، والتيسير ٢٢٠، وإبراز المعاني ٤٩٢ والبحر المحيط ٥/ ٤٣٥ والنشر ٢/ ٣٩٨ - ٣٩٩ والاتحاف ٥٣٥ ومعاني القرآن للفراء ٣/ ٢٤٢ - ٢٤٣.
(٢) ٧١ / المائدة.
(٣) في الأصل: فمن رفعها. ومن رفع" تكون" هم: أبو عمرو وحمزة والكسائىّ ويعقوب وخلف ووافقهم اليزيدىّ والأعمش. وقرأ بنصب" تكون" ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر. انظر:
السبعة ٢٩٨ والتيسير ١٠٠ وإبراز المعاني ٢٩٨ والنشر ٢/ ٢٥٥ والبحر المحيط ٣/ ٥٣٣ والإتحاف ٢٤٠.
(٤) انظر: معاني القرآن وإعرابه، للزجاج ٢/ ٢١٤ والتبصرة ٤٦٣ - ٤٦٤.