للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الشّعر؛ تشبيها ب" عسى"، قال (١):

قد كاد من طول البلى أن يمصحا

وحملوا" أوشك" على" عسى" و" كاد"، فأدخلوا" أن" في خبرها وحذفوها.

ولا بدّ ل" كاد" من اسم وخبر، ولا يكون خبرها إلّا فعلا مضارعا مؤوّلا باسم الفاعل، وقد جاء على الأصل في الشّعر، قال (٢):

فأبت إلى فهم وما كدتّ آيبا

كما جاء" عسى الغوير أبؤسا" (٣)

وتلحق" كاد" الضّمائر، كما لحق" عسى".


(١) هو رؤية. ديوانه (الملحقات)، ص ٦٧٢، وقبله: ربع عفاه الدّهر طولا فانمحى
وهو من شواهد سيبويه ٣/ ١٦٠، وانظر أيضا: المقتضب ٣/ ٧٥ والكامل ٢٥٣ والإنصاف ٥٦٦ وابن يعيش ٧/ ١٢١ والخزانة ٩/ ٣٤٧ واللسان (مصح).
وصف الراجز منزلا بالبلى والقدم؛ وأنّه لذلك كاد يمصح، أي: يذهب.
(٢) هو تأبّط شرا.
هذا صدر البيت، وعجزه:
وكم مثلها فارقتها وهى تصفر
وانظر في تخريج الشاهد: الإنصاف ٥٥٤ وابن يعيش ٧/ ١٣، ١١٩، ١٢٥ والخزانة ٣/ ٥٤٠ و ٩/ ٣٤٧ وشرح حماسة أبى تمّام للمرزوقىّ ٨٣.
فهم: قبيلة الشّاعر، وهم بنو فهم بن عمرو بن قيس عيلان: آيبا: اسم فاعل من: آب يئوب، إذا رجع.
تصفر: تتأسّف وتتحزّن على أنّها لم تستطع النّيل منّي.
(٣) مرّ قريبا فى ص ٤٨٤. ووجه الشّبه بين الشّاهد والمثل المشار إليه: مجيء الخبر فى كلّ منهما اسما منصوبا على خلاف الأصل في خبر" كاد"
و" عسى"؛ إذ الأصل أن يكون خبرهما فعلا مضارعا مع فاعله.