للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مظهر، ولكن يرفع بالابتداء، و" أفضل" الخبر، وتكون الجملة صفة ل" رجل".

وقد رفعوا المظهر - وليس بالكثير - حملا على المعنى، تقديره: مررت برجل فاضل أبوه، فإن قلت: مررت برجل أفضل منك، رفعت به المضمر، ولذلك لم يستحسنوا: مررت برجل خير منه أبوه؛ لأنّه وإن كان صفة، فقد فارق الصّفات المشبّهة باسم الفاعل؛ لامتناعه من التّأنيث والتّثنية والجمع؛ فلا تقول: خيرة وخيران؛ وحيث لم يستحسنوا ذلك فالأحسن الأفصح أن تقول: مررت برجل أبوه خير منه.

فإن كانت" أفعل" ليست الّتى تصحبها" من"، رفعت المظهر، تقول:

مررت برجل أحمر أبوه، وأسود شعره، وزرقاء عينه، فإن ثنّيت معموله وجمعته قلت: مررت برجل أحمر أبواه، وأحمر أباؤه.

وأمّا قولهم (١):" ما من أيّام أحبّ إلى الله فيها الصّوم منه في عشر ذى الحجّة"، و: ما" رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين (٢) زيد"، فإنّ/ الصّوم و" الكحل" يرتفعان ب" أفعل"؛ لأنّ الهاء في" منه" للمرتفع ب" أفعل"، بخلاف ما تقدّم، وإنّما جعلت للكحل في عينه عملا ليس له في عين غيره.


(١) كذا بالأصل، وهذا حديث فكان يجب تصديره بقوله: وأمّا قوله صلّى الله عليه وسلّم، ولعلّه يقصده: وأمّا قولهم فى الحديث. وقد أخرجه ابن ماجة فى سننه ١/ ٥٥٠ - ٥٥١ (تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى) برواية مغايرة في بعض الألفاظ، وأخرجه التّرمذيّ في صحيحه ٣/ ٢٨٩ - ٢٩٠ (طبع المطبعة المصرية بالأزهر ١٣٥٠، ١٩٣١)، وأخرجه أحمد في مسنده ٣/ ٢٨٩ و ٥/ ٥٤ و ٧/ ٢٥٧ و ١٠/ ٩٨، وأخرجه أيضا للحافظ المنذريّ في التّرغيب والترهيب ٢/ ١٢٤.
(٢) فى الأصل: في غير زيد، ولعلّه تصحيف وتحريف من الناسخ.