للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّوق أنّك تشتري لنا شيئا» (١)، أي: لعلّك تشتريه، فكأنّه قال: لعلّها إذا جاءت لا يؤمنون.

ومنها: وقوعها بعد «حتّى»، فإن كانت للانتهاء كسرتها؛ تقول: قال القوم ذاك حتّى إنّ زيدا يقوله، وقدم الحجّاج حتّى إنّ المشاة قدموا، وأحال سيبويه (٢) أن تقع المفتوحة هاهنا. وإن كانت العاطفة فتحتها فقلت: قد عرفت أمورك حتّى أنّك صالح، وكذلك وقوعها بعد «إذا» تقول: مررت به فإذا إنّه يقول، بالكسر، وسمعت رجلا من

العرب ينشد هذا البيت كما أخبرتك (٣) به:

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا ... إذا إنّه عبد القفا واللهازم

ومنهم من يفتح «إنّه» على ما سبق من القول في «أنّى أحمد الله»، وعلى التّقديرين، إمّا: حذف الخبر، أو البناء على الأوّل. والكسر فى هذا: الوجه.

ومنها: وقوعها بعد أفعال الشّكّ واليقين، تقول: علمت أنّ زيدا قائم، فتفتح، فإذا جئت باللّام كسرت، وعلّقت الفعل، كقوله تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ (٤) وقوله: إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (٥)، وتقول: ظننت زيدا إنّه منطلق، فتكسر، ولا يجوز فيه الفتح؛ لأنّه يصيّر المعنى: ظننت زيدا


(١) الكتاب ٣/ ١٢٣
(٢) قال فى الكتاب ١/ ٤٧١:" ولو أردت أن تقول: حتّى أنّ، في ذا الموضع كنت محيلا"
(٣) الكتاب ٣/ ١٤٤. وهو مجهول القائل انظر: المقتضب ٢/ ٣٥١ والخصائص ٢/ ٣٩٩ وابن يعيش ٤/ ٩٧ و ٨/ ٦١ والخزانة ١٠/ ٢٦٥. اللهازم: جمع لهزمة - بكسر الأول والثالث - وهما غطمان ناتئان فى اللّحيين تحت الأذنين، وجمعهما الشّاعر بما حولهما.
(٤) ١ / المنافقون.
(٥) ١١ / العاديات.