للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلولا رجال من رزام أعزّة ... وآل سبيع أو أسوءك علقما

فنصب لمّا لم يمكن الحمل على الاسم.

الحرف الرّابع: «اللّام» الجارّة في قولك: زرتك لتكرمنى، تقديره: لأن تكرمنى، فأضمرت «أن»؛ لتصير هي والفعل مصدرا تدخل «اللّام» الجارّة عليه. والكلام الّذي تدخل عليه «اللّام» لا يخلو: أن يكون موجبا، أو منفيا.

فإن كان موجبا جاز إضمار «أن» وإظهارها، وقد تقدّم (١).

وإن كان منفيا ودخلت فيه «كان» لم يجز إظهارها، كقوله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (٢)، وقوله تعالى: لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ * (٣) فإن لم تكن فيه «كان» جاز ظهورها، كقولك: ما جئت لتغضب؛ لأنّ حرف النّفى دخل على كلام يحسن ظهور «أن» معه إذا حذف، تقول: جئت ليغضب، ولأن يغضب، ولا يحسن أن تقول: كنت لأذهب، في قولك: ما كنت/ لأذهب.

وقد أجاز الكوفىّ: ما كنت (٤) زيدا لأضرب، وأنشد (٥):

لقد عذلتنى أمّ عمرو ولم أكن ... مقالتها ما دوت حيّا لأسمعا

وهو عند البصرىّ: على إضمار (٦) فعل.


(١) انظر: ص ٥٩٤.
(٢) ٢٣ / الأنفال.
(٣) ١٣٧، ١٦٨ / النساء.
(٤) الإنصاف ٥٩٣.
(٥) لقائل مجهول.
انظر: الإنصاف ٥٩٣، وابن يعيش ٧/ ٢٩، والتصريح ٢/ ٢٣٦، والخزانة ٨/ ٥٧٨، عذلتنى: لامتنى.
(٦) الإنصاف ٥٩٥.