للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ (١)، فالمبرّد يجعلها بمعنى: تظلّ (٢)، والفارسيّ يجعله خبر مبتدأ. (٣) وقد حذفوا الفاء ورفعوا الفعل، وعليه قرئ قوله تعالى: أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ (٤) كما حذفوها من قوله تعالى: وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (٥) ومنه قول الشّاعر (٦):


(١) ٤ / الشعراء.
(٢) لم أقف على هذا الرّأي للمبرّد في المطبوع من كتبه، وقد استشهد المبرّد بالآية الكريمة على اكتساب المضاف إليه التّأنيث من المضاف على حدّ قول الشاعر:
كما شرقت صدر القناة من الدّم
قال في الكامل ٦٦٨:" .. إنّما المعنى: فظلّوا لها خاضعين، والخضوع بيّن في الأعناق، فأخبر عنهم .. "، وقال الزّجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٨٢:" معناه: فتظلّ أعناقهم؛ لأنّ الجزاء يقع فيه لفظ الماضى في معنى المستقبل ... " قلت: لعلّ الزجّاج أخذ ذلك عن أستاذه المبرّد.
(٣) ولم أقف أيضا على هذا الرأي للفارسيّ في المطبوع من كتبه.
(٤) ٧٨ / النّساء. قرأ طلحة بن سليمان" يدرككم" بالرّفع، قال ابن جنّي:" قال ابن مجاهد: وهذا مردود في العربيّة، قال أبو الفتح هو - لعمرى - ضعيف في العربيّة، وبابه الشّعر والضّرورة إلّا أنّه ليس بمردود؛ لأنّه قد جاء عنهم .. " انظر: المحتسب ١/ ١٩٣ والبحر المحيط ٣/ ٢٩٩.
(٥) ١٢١ / الأنعام.
(٦) هو حسّان بن ثابت. زيادات ديوانه ١/ ٥١٦. ونسب البيت إلى عبد الرحمن بن حسّان، كما نسب إلى كعب بن مالك الأنصاريّ. ديوانه ٢٨٨، ٣١٢.
وهذا صدر البيت، وعجزه:
والشّرّ بالشّر عند الله مثلان
وهو من شواهد سيبويه ٣/ ٦٥ واستشهد سيبويه بقطعة منه مرّة أخرى فى الكتاب ٣/ ١١٤، وانظر أيضا: المقتضب ٢/ ٧٢ والأصول ٢/ ١٩٥ و ٣/ ٤٦٢ والخصائص ٢/ ٢٨١ والمحتسب ١/ ١٩٣ والمنصف ٣/ ١١٨ والتبصرة ٤١٠ وابن يعيش ٩/ ٢، ٣ والمغني ٥٦، ٩٨، ١٣٩، ١٦٥، ٢٣٦، ٤٢٢، ٤٢٣، ٥١٧، ٦٣٦، ٦٤٧ وشرح أبياته ١/ ٣٧١ و ٣/ ٢١٤ و ٤/ ٣٧ و ٦/ ٢٨٩، ٧/ ١٢٣، ٣٣٠ و ٨/ ٦ والخزانة ٩/ ٤٩، ٧٧.