وذهب الأخفش والزجّاج وآخرون إلى أنّ المضارع مبنىّ إذا اتصلت به نون التوكيد، سواء باشرته أو لم تباشره. ذكر ذلك ابن عقيل في شرح الألفية ١/ ٣٩ وفي شرح التسهيل ٢/ ٦٧٢، وذكره الأشمونىّ أيضا فى شرحه علي الألفيّة ١/ ٦٣ (بحاشية الصّبان). قال الصّبّان شارحا كلام الأشمونى مبيّنا حركة بنائه حينئذ: «أي على الفتح، حتّى في المسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة، لكنّه فيه مقدّر، منع من ظهوره حركة المناسبة، هذا هو الأقرب، وإن توقّف فيه البعض». فهل قول الصبّان: «إن توقّف فيه البعض إشارة إلي ما ذكره صاحب البديع؟! قلت: لا مانع من هذا الاستنتاج. بقى الآن أن نقول متسائلين هل انفرد ابن الأثير بالقول ببناء المضارع علي الضّمّ فى نحو قوله تعالى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ وعلي الكسر في نحو: لا تضربنّ زيدا؟!! وللإجابة علي هذا التّساؤل أقول: لا أستطيع الجزم بذلك؛ فلعلّ الرّجل مسبوق بمن قال ذلك، وأقول أيضا: قد يكون ابن الأثير قد انفرد بهذا الرأى؛ فهو متّفق تماما مع منهجه؛ فمن منهجه - أحيانا - أخذ الامور على ظاهرها تيسيرا علي المبتدئين، وقد وفّيت المسألة حقّها في باب الدراسة. انظر ص ١٦٠ - ١٦٢.