للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا عن»: فالكسر فى «نونها» لا غير؛ تقول: عن القوم، وعن ابنك.

وأمّا إذا كان السّاكن الأوّل معتلا فلا تخلو حركة ما قبله: أن تكون من جنسه، أو غير جنسه.

فإن كانت من جنسه حذفته من اللّفظ، وأثبتّه فى الخطّ: نحو: يخشى الله، ويغزو الكفّار، ويرمى النّاس، ولم يضربا الرّجل، ولم يصومو اليوم، ولا تكرمى ابنك، إلا ما شذّ من قولهم: «التقت حلقتا البطان» (١).

وإن كانت الحركة من غير جنسه فلا يكون إلا «واوا» أو «ياء»، فتحرّك «الواو» بالضّمّ، و «الياء» بالكسر، نحو: اخشو القوم، ومصطفو النّاس، (٢) واخشى القوم ومصطفى الناس. وقد حرّك قوم «الواو» بالكسر (٣) فى قوله تعالى: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ (٤). فأما واو «أو» و «لو» ونحوهما: فيجوز


(١) ذكره أبو عبيد القاسم بن سلّام في كتاب الأمثال ٣٤٣، وتخريجه فى نفس الصّفحة. ويضرب المثل في بلوغ الشّدّة ومنته غايتها فى الجهد. وأصل ذلك: أن يريد الفارس النجاة من طلب يتتبعه فيبلغ من مخافته أن يضطرب حزام دابّته حتى يبلغ طبييها ولا يمكنه أن ينزل فيشدّه، ولكلّ بطان حلقتان، فإذا التقتا عند الهرب وشدّة العدو والراكب لا يقدر من الخوف أن ينزل فيشدّه، فقد تناهى الشّرّ.
هذا والبطان: الحزام الذى يجعل تحت بطن البعير؛ فهو للقتب كالحزام للسّرج. وانظر: الكامل ٢٨ واللسان (بطن).
ووجه الشّذوذ فى المثل: عدم حذف الألف من «حلقتا»، وكان القياس حذفها لالتقاء السّاكنين، كما حذفوها فى قولك: غلاما الرّجل. انظر: ابن يعيش ٩/ ١٢٣.
(٢) انظر: كتاب سيبويه ٤/ ١٥٦ والأصول ٢/ ٣٧٠.
(٣) انظر: كتاب سيبويه ٤/ ١٥٥ والأصول ٢/ ٣٧٠.
(٤) ٢٧٣ / البقرة. وفي البحر المحيط ٢/ ٢٣٨: «وقرأ يحيى بن يعمر: ولا تنسو الفضل بكسر الواو، علي أصل التقاء السّاكنين».