للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثير (١) قوله تعالى: دَعْوَةَ الدَّاعِ (٢) وعلي الحذف قرأ أبو عمرو (٣). وأمّا في النّصب فالإثبات لا غير (٤).

وأمّا الثّانى - وهو ما ليس فيه ألف ولام - فلك فى المرفوع والمجرور منه مذهبان:

أحدهما: الحذف، فتقول: هذا قاض، ومررت بقاض، وإليه ذهب سيبويه (٥) وعليه قرأ أكثر القرّاء (٦): وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ (٧).

والمذهب الثّاني: الإثبات، نحو: هذا قاضى (٨)، ومررت بقاضي.

والحذف (٩) أكثر: وأمّا المنصوب فتجريه مجرى الصّحيح، فتقول: رأيت قاضيا كما تقول: رأيت ضاربا، ومن قال فى الوصل، رأيت قاض يا فتى، قال


(١) هذا ما ذكره ابن الأثير وفي كتب القراءات أنّ ابن كثير قرأ بحذف الياء فى الوصل والوقف. انظر:
السبعة ١٩٨ والنشر ٢/ ١٨٣ والإتحاف ١١٤ وفى الإقناع ٥٢٢ اختلاف النقل عن ابن كثير فقد نقل عنه الوقف على جميع ألباب بإثبات الياء.
(٢) ١٨٦ / البقرة.
(٣) والثّابت أيضا أنّ أبا عمرو قرأ بإثبات الياء فى الوصل، وبحذفها فى الوقف. انظر ما سبق فى رقم (١) من مراجع.
(٤) انظر: سيبويه ٤/ ١٨٣ والأصول ٢/ ٣٧٥.
(٥) الكتاب ٤/ ١٨٣.
(٦) انظر: الإقناع ٥٢٠ - ٥٢٢.
(٧) ٩٦ / النحل.
(٨) قال سيبويه فى الكتاب ٤/ ١٨٣: «وحدّثنا أبو الخطّاب ويونس أنّ بعض من يوثق بعربيّته من العرب يقول: هذا رامي وغازي وعمي، أظهر وافى الوقّف، حيث صارت فى موضع غير تنوين؛ لأنّهم لم يضطروا ههنا إلى مثل ما اضطروا إليه فى الوصل من الاستثقال».
(٩) في الموضع السابق من الكتاب: «فهذا - يقصد الحذف - الكلام الجيّد الأكثر».