للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا أسماء الإشارة والمضمرات: فالإعراب لا يظهر فيها؛ فلا وجه لذكرها في الحكاية، وحكى المبرّد عن يونس: أنّ المعارف غير الأعلام (١) تحكى كلّها، وليس ذلك فى كتاب سيبويه (٢):

الضّرب الثّاني: إذا سألت ب «من» عن النكرة فلا يخلو؛ إمّا أن تصلها بكلام بعدها، أو تقف عليها.

فإن وصلت الكلام قلت إذا استفهمت بها عن ذكر أو أنثى، أو مثنّاهما أو مجموعهما: من يا فتى؟ فى جميع ذلك.

وإن وقفت عليها زدت بعد «النّون» حرفا من جنس حركة المسئول عنه، تقول في الرّفع - إذا قال: جاءنى رجل -:

منو؟ وفي النّصب: منا؟ وفي الجرّ:

مني؟ وفي المؤنّث: منه؟ ب «هاء» ساكنة؛ وفي التّثنية: منان؟ ومنتان؟ ومنين؟

ومنتين؟ وفي الجمع: منون؟ ومنين؟ ومنات؟ كلّ هذه ساكنة (٣) الأواخر، قال سيبويه: من العرب من يقول: ذهبت معهم، فيقول: مع منين؟ ورأيته، فيقول (٤):


(١) فى المقتضب ٢/ ٣٠٩: «.... وكان يونس يجرى الحكاية في جميع المعارف، ويرى بابها وباب الأعلام واحدا، وقد يجوز ما قال: وليس بالوجه، وإنّما هو على قول من قيل له: عندي تمرتان؛ فقال:
دعنى من تمرتان».
(٢) فى الكتاب ٢/ ٤١٣: «فأمّا أهل الحجاز فإنّهم حملوا قولهم على أنّهم حكوا ما تكلّم به المسئول:
كما قال بعض العرب: دعنا من تمرتان على الحكاية لقوله: ما عنده تمرتان. وسمعت أعرابيا مرّة - وسأله رجل - فقال: أليس قرشيا، فقال: ليس بقرشيا، حكاية لقوله؛ فجاز فى الاسم الّذى يكون علما غالبا، على ذا الوجه، ولا يجوز فى غير الاسم الغالب كما جاز فيه؛ وذلك لأنّه الأكثر في كلامهم، وهو العلم الأوّل الّذي به يتعارفون».
(٣) انظر: الأصول ٢/ ٣٩٤.
(٤) الكتاب ٢/ ٤١٢.