للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الخليل يقول: ذوّ، بالفتح (١)، وإن سمّيت ب «فو» قلت: فم (٢)، ولو لم يقولوا:

فم، لقلت: فوه؛ لأنّ جمعه: أفواه.

وأمّا الفعل:/ فهو الفارغ من الفاعل والمفعول، نحو رجل سمّيته: يضرب، وضرب، وضرب، فإنّك تعربه، وتصرف منه ما ينصرف، وتترك صرف (٣) ما لا ينصرف، ويدخل فيه «نعم» و «بئس»، فلو سمّيت ب «يغزو» قلت: جاءنى يغز (٤)، ورأيت يغزي، وكذلك إذا اسمّيته يرمي، قلت: جاءنى يرم، ورأيت يرمى، وكذلك ما أشبهه.

وأمّا الحرف: فإذا سمّيت بحروف المعاني: أعربتها، تقول: هذا إنّ، وليت، ولوّ، وبعض العرب يهمز «لو» (٥) وإن سمّيت ب «لا» زدت «ألفا» فقلت:

لاء؛ لأنّ «الألف» ساكنة. وإن سمّيت بحروف التّهجّى مددت، فتقول: هذه باء، وتاء، فإن تهجّيت قصرت ووقفت (٦) ولم تعرب. فإن سمّيت بحرف متحرّك أشبعت الحركة؛ لتصير حرفا من جنسها، وتضييف إليه حرفا آخر مثله، نحو أن تسمّى بالكاف من قولك: كزيد، وبالباء من: بزيد، فتقول: هذا كاء، وهذا بيّ.

وإن سمّيت بحرف ساكن رددته إلى ما أخذ منه (٧)؛ لأنّ السّاكن لا يكون من غير كلمة.


(١) الكتاب ٣/ ٢٦٣.
(٢) الكتاب ٣/ ٢٦٤. والأصول ٢/ ١٠٨.
(٣) انظر: الأصول ٢/ ١٠٩.
(٤) فى الأصل: جاءنى يعزوا. والتّصحيح من سيبويه ٣/ ٣١٦. وانظر أيضا: الأصول ٢/ ١٠٩.
(٥) فيقولون: لوء. انظر: كتاب سيبويه ٣/ ٢٦٢. والأصول ٢/ ١٠٩.
(٦) انظر: كتاب سيبويه ٣/ ٢٦٢. والأصول ٢/ ١١٠.
(٧) انظر: الأصول ٢/ ١١١.