للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال سيبويه (١): (وليس كل جمع يجمع، لم يقولوا في جمع برّ: أبرار)، والمبرد يركب القياس فيجيزه (٢)، قال ابن السراج (كل بناء من أبنية الجموع ليس علي مثال مفاعل ومفاعيل إذا اختلفت ضروبه فجمعه عندى جائز، وقياسه أن ينظر إلي ما كان علي بنائه من الواحد، وعلي عدّته، فيكسّر علي مثال تكسيره (٣)، فإنّ جمع الجمع يجئ علي نوعين:

نوع يراد به التكثير فقط، ولا يراد به ضروب مختلفة، فلا يجوز جمعه، ونوع يراد به الضروب المختلفة، ولا يمتنع جمعه نحو: تمور وتمران، ونخيل وثمار، وسخال (٤)، وصخور، وآكام (٥).

الحكم العاشر: الأسماء المفردة الواقعة على الجنس يكون في المخلوقات دون المصنوعات، كتمرة وشعيرة، وبرّة، فجمعه - في غالب الأمر - جنسه، وهو أن يسقط منه التاء فتقول: تمرة وتمر، وشعيرة وشعير، وبرّة وبرّ، وبقرة وبقر، وحمامة وحمام، ولا مذكّر مفرد له، فإذا أرادوا تذكيره وصفوه على تأنيثه بالتذكير فقالوا حمامة ذكر، وبطة ذكر (٦).

قال الأصمعى: جميع الحيوانات من هذا الجنس وجدت له مذكرا بغير تاء إلا الحيّة (٧)، فإذا حذفت التاء من الأسم ذكّر وأنّث، كقوله تعالى:


(١) قال فى الكتاب (٢/ ٢٠٠): (واعلم أنه ليس كل جمع يجمع، كما أنه ليس كل مصدر يجمع كالأشغال والعقول والحلوم والألباب، ألا ترى أنك لا تجمع الفكر والعلم والنظر، كما أنهم لا يجمعون كل اسم يقع على الجميع نحو التمر، وقالوا: التمران، ولم يقولوا: أبرار).
(٢) قال المبرد فى المقتضب. (٣/ ٣٣٠) عن وزن فعول: (ويجمع كما يجمع الواحد، تقول: بيوت وبيوتات) وقال في كتابه المذكر والمؤنث (١٤٧): (والجمع يجمع إذا اختلفت أنواعه). وفى الأصول (٢/ ٣٩٢ - ٣٩٣) (ر): (وأبو العباس يميز أبرار في جمع بر يركب القياس). وانظر: ارتشاف الضرب (٤٢ ب)، والتبصرة والتذكرة (٢/ ٦٨٢)، وشرح السيرافي (٥/ ١٤٥).
(٣) الأصول (٢/ ٣٩٣ (ر).
(٤) جمع سخلة وهي ولد المعز والضأن ذكرا كان أم أنثي.
(٥) انظر: جمع الجمع في الخصائص (٣/ ٢٣٥ - ٢٣٨).
(٦) انظر: المذكر والمؤنث - لابن الأنباري (١/ ٦٠٤)، والتكملة (١٢٢ - ١٢٣).
(٧) انظر الغرة - لابن الدهان (٢/ ٢٨٠ ب)، والمخصص (١٦/ ١٠٧).