من هؤلاء أيضاً: الكاسيات العاريات، والذين يجلدون ظهور الناس، فهذه الأنواع من أهل النار، هؤلاء النسوة الفاسقات المتبرجات اللواتي يفتن عباد الله، ولا يستقمن على طاعة الله، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(صنفان من أهل النار من أمتي لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)، أخرجه مسلم وغيره.
يقول القرطبي في الذين رآهم كأذناب البقر: يبدو أن السياط بهذه الصورة التي نعتاد نحن الآن على معرفتها، وتكون مثل أسياط البقر؛ مدبب من نهايته ورفيع، ثم يكون سميكاً من أعلى ويبدو أنها لم تكن معروفة من قبل؛ فلذلك وصفها لهم النبي عليه الصلاة والسلام على أنها شيء غريب، وبعضهم كان يقول: نحن قد رأيناها وصفتها كذا وكذا، أما نحن الآن فهذا شيء نعتاده من كثرة ما شاع وذاع، يقول القرطبي: وهذه الصفة للسياط مشاهدة عندنا بالمغرب إلى الآن.
وقال صديق حسن خان معلقاً على قول القرطبي: بل هو مشاهد في كل زمان ومكان، ويزداد يوماً فيوماً عند الأمراء والأعيان؛ فنعوذ بالله من جميع ما كرهه الله، وهذا معروف في كثير من البلاد؛ إذ ما زالت حتى الآن تستعمل هذه السياط في جلد أبشار الناس.