برز اسم سيد كأديب موهوب في مصر، وأصبح اسمه معروفاً في المجلات الأدبية المشهورة، كالرسالة والثقافة والمقتطف، وأصدر في الأربعينيات كتباً مهمة، منها: التصوير الفني في القرآن، ومر بمراحل كثيرة من الناحية الفكرية والأدبية، ربما نستنكرها الآن من خلال ما انتهى إليه -ولله الحمد- من الاتجاه الإسلامي، لكن مر بمراحل منها: أنه كان متأثراً بالاتجاهات الفكرية السائدة في ذلك الوقت الذي كان يموج بكم وافر من الأفكار الواردة.
فكانت بداية كتاباته الإسلامية سنة ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثين، وبدأ ارتباطه بالإسلام من خلال منظار النقد الأدبي، باعتباره كان متخصصاً في النقد الأدبي، وكان أديباً مشهوراً، فبدأ ارتباطه بصفة ناقد أدبي، أو متأمل في الناحية الأدبية أو البلاغية من القرآن، فكتب عن الجمال الفني في القرآن، لكن هذه البداية انتهت به إلى أنه تحول من مجرد كاتب إلى أن صار مفكراً، وبمرور الوقت قفز إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي، ومن خلال القرآن بدأ يعالج واقع الأمة، وما تحتاجه من إصلاح من خلال القرآن، ومن خلال نظم الإسلام، فألف كتابه: العدالة الاجتماعية في الإسلام، سنة ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين.
وأغلب كتبه التي صدرت في المراحل الأولى هذه كان فيها أخذ ورد، لكنها تعتبر مسألة تطور ونمو تدريجي في الناحية الفكرية.
من كتبه أيضاً: طفل من القرية كما ذكرنا، كتب وشخصيات النقد الأدبي أصوله ومناهجه، وتدرج في وظائف التعليم في وظائف الوزارة، ففي سنة ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين أصبح مفتشاً في التعليم الابتدائي، ثم في الإدارة العامة للثقافة التي كان يرأسها أحمد أمين، وفي سنة ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة تدريبية، تم اختياره بالذات لها، ولم يكن في رحلته ملتزماً بدراسة معينة، أو بزمن معين يقضيه هناك، وقد أكسبته هذه البعثة خبرة واسعة بطبائع الأمريكان وأساليبهم، وله كتابات مهمة، وكان يبعث رسائل إلى عباس خضر ونجيب محفوظ وغيرهما بين الوقت والآخر، هذه الرسائل جمعت في كتاب يسمى: أمريكا التي رأيت، وله بحث وكتابات أخرى في كتاب اسمه: إسلام أمريكاني، فجمع الكتابات في كتاب موجود الآن تحت عنوان: أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب.