شروط لا إله إلا الله جمعها الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في كتابه: معارج القبول، وهو شرح لمتن يسمى: سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد شرحه الناظم في كتابه العظيم: معارج القبول بشرح سلم الوصول.
يقول رحمه الله: وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقاً وردت فإنه لم ينتفع قائلها بالنطق إلا حيث يستكملها العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول والصدق والإخلاص والمحبه وفقك الله لما أحبه قوله هنا: (وبشروط سبعة قد قيدت)، أي: قيد انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة، من الدخول في الإسلام، وعصمة الدم والمال، والفوز بالجنة والنجاة من النار في الآخرة، أما من لم يستوف هذه الشروط حتى وإن قالها بلسانه، ولفظ بها، فلا ينجو بذلك في الآخرة.
وأقرب ما يتطرق إلى أذهاننا حينما نذكر ذلك هم المنافقون، فالمنافقون يقولون: لا إله إلا الله؛ ليعصموا بها أرواحهم وأموالهم في الدنيا، وكما قال عليه الصلاة والسلام:(وحسابهم على الله).
(وفي نصوص الوحي حقاً وردت) يعني: هذه الشروط ليست محدثة ولا مخترعة، ولا باجتهاد المؤلف، وإنما وردت وقيد انتفاعه بها بتوفر هذه الشروط بأدلة من القرآن والسنة.
(فإنه لم ينتفع قائلها)، أي: قائل لا إله إلا الله.
(بالنطق إلا حيث يستكملها) لا يكفيه النطق بها، ولا تنفعه حتى يستكمل هذه الشروط السبعة، والمعنى: أن يجمعها في قلبه، ويلتزم هذه الشروط دون أن يأتي بما يناقض شيئاً منها، وليس المراد بالشروط السبعة: أن يعدها ويحصيها ويحفظها ويسردها سرداً، كلا، بل المقصود الالتزام بها، وبراءته مما يناقضها، وكم من رجل عامي اجتمعت فيه هذه الشروط، وإذا سألته ما هي شروط لا إله إلا الله؟ لا يدري، لكنه ينتفع بها، وتستكمل هذه الشروط قلبه ويلتزمها، ولو قيل له: اعددها؟ لم يحسن ذلك، وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، ومع ذلك تراه يقع كثيراً فيما يناقضها والتوفيق بيد الله، وبه سبحانه وتعالى المستعان.
ثم شرع يفصل هذه الشروط، ويذكر أدلتها من القرآن والسنة فقال: العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول والصدق والإخلاص والمحبه وفقك الله لما أحبه