للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم من نشأ في بيئة تحيا على الشرك]

يقول الشيخ ناصر الدين الألباني -أيضاً- في نفس هذا الموضوع لما سئل: هل يعذر بالجهل من كان في بلد يقام فيها الذبح للأولياء والطواف حول قبورهم وهم يدعون الإسلام، واعتقد أن هذا الرجل الذي يطاف حوله ينفع ويضر، وهذا هو الاعتقاد التعيس في ذلك البلد؟ فأجاب: هناك ثلاثة مجتمعات: مجتمع إسلامي صحيح، ومجتمع كافر، ومجتمع إسلامي اسماً، فالذي وجد في المجتمع الثاني والثالث معذور -يعني المجتمع غير الإسلامي والمجتمع الإسلامي بالاسم- وحجة الله عليه لم تقم، بمعنى أننا لا نحكم عليه بأنه من أهل الكفر المخلدين في النار، وليس معناه أن يدخل الجنة، فإنه لن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، كما قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع.

ولكن أريد من قول (إنه معذور)، أي: لا يحكم له بالنار التي وعد بها الكفار، فله معاملة يوم القيامة معروفة في بعض الأحاديث الثابتة، فإن أطاع دخل الجنة وإن عصى دخل النار.

وهناك من تفاصيل التوحيد ما يعذر فيه بالجهل، ومنها ما لا يعذر فيه بالجهل، مثلاً: رجل يدعي الإسلام ثم ينسب الصاحبة والولد إلى الله تبارك وتعالى، فهذا لا يعذر بجهله.

ومثله شخص يعادي الإسلام ويعادي جميع المسلمين عداوة دينية وليست عداوة دنيوية بسبب مال أو أرض أو عرض من الدنيا، لكنه يعاديهم لأجل تدينهم ويبغضهم ويحرمهم بسبب التدين، فهذه -أيضاً- عداوة تنم عن كره وبغض لما أنزل الله عز وجل.

وكذلك سب الله عز وجل، وسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كل هذا مما لا يتصور ورود عارض الجهل فيه على أحد من المسلمين؛ لأنه من المعلوم من الدين بالضرورة.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك -اللهم ربنا- وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>