النفاق نوعان: نفاق اعتقاد ونفاق عمل، فنفاق الاعتقاد: هو الذي أنكره الله تبارك وتعالى على المنافقين في القرآن، وهو الذي أوجب لهم الدرك الأسفل من النار.
ونفاق العمل، كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح:(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان).
وفي الصحيح أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم:(أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا اؤتمن خان).
وهذا نفاق عملي قد يجتمع مع أصل الإيمان، ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام بالكلية، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم؛ فإن الإيمان ينهى المؤمن عن هذه الخلال، فإذا كملت في العبد ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لا يكون إلا منافقاً خالصاً، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:(أربع من كن فيه -يعني: استحكمت فيه- كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها)، لكن إذا اجتمعت تماماً وتمكنت في هذا الشخص، فهذا في الغالب يكون منافقاً نفاقاً أكبر.
يقول إسماعيل بن سعيد: سألت أحمد بن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده، إلا أنه لم يترك الصلاة والزكاة، هل يكون مصراً من كانت هذه حاله؟ قال: هو مصر مثل قوله: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) يخرج من الإيمان ويقع في الإسلام، يخرج من الإيمان الكامل، ويرتفع عنه هذا الوصف الشريف، لكن ما زال في دائرة الإسلام.
ونحو قوله:(لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن).
ونحو قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:٤٤].
قال إسماعيل بن سعيد: فقلت له: ما هذا الكفر؟ قال: كفر لا ينقل عن الملة، مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه.