ينقسم أهل الفترة إلى قسمين: قسم بلغته الدعوة، وقسم لم تبلغه الدعوة، فمن بلغته الدعوة من أهل الفترة قسمان: قسم بلغته الدعوة وأشرك بالله، وقسم وحد ولم يشرك بالله.
وقد قدمنا أن أهل الفترة هم الذين يعيشون في فترة انقطاع الرسالة بين نبيين، فلا أرسل إليهم النبي الأول، ولا أدركوا النبي الثاني، لكن هؤلاء بلغتهم الدعوة بصورة أو بأخرى، كالمشركين الذين سمعوا أو علموا شيئاً من دين إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فقسم واحد من هؤلاء الذين عاشوا في هذه الفترة لم يشرك، إما بفطرته، وإما بالاطلاع على بقايا من دين السابقين.
والقسم الثاني: قسم لم تبلغه الدعوة ولكنه غَير وأشرك مع الله، وهناك قسم آخر من أهل الفترة لم تبلغه الدعوة، وبقي على حين غفلة، فهؤلاء تنازع العلماء فيهم على أقوال، فبعض العلماء يقول: إن الواحد من هؤلاء يموت ناجياً.
والقول الثاني أنه يكون في النار، والثالث: يمتحن بنار في عرصات القيامة.