للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمور الظاهرة التي يعلمُ العامَّة والخاصَّة من المسلمين أنها من دين المسلمين، بل اليهودُ والنصارى يعلمون أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بُعِثَ بها وكفَّر مخالفَها، مثلُ أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحدٍ سوى الله من الملائكة والنبيِّين والشمس والقمر والكواكب والأصنام وغير ذلك، فإن هذا أظهرُ شعائر الإسلام، ومثلُ أمره بالصلوات الخمس وإيجابه لها وتعظيم شأنها، ومثلُ معاداته لليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس، ومثلُ تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك.

ثم تجدُ كثيرًا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأمور (١) , فكانوا مرتدِّين، وإن كانوا قد يتوبون من ذلك ويعودون إلى الإسلام، كرؤوس العشائر مثل الأقرع بن حابِس وعُيينة بن حِصْن ونحوهم ممن ارتدَّ عن الإسلام ثم دخَل فيه, ففيهم من كان يتَّهمُ بالنفاق ومرض القلب، وفيهم من لم يكن كذلك.

أو يقال: هُم لما فيهم من العلم يُشَبَّهون بعبد الله بن أبي سَرْحٍ الذي كان كاتبَ الوحي، فارتدَّ ولحق بالمشركين، فأهدرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - دمَه عام الفتح، ثم أتى به عثمانُ إليه فبايعَه على الإسلام (٢).


(١). الأصل: «وقعوا في عظائم حرفوا بها الشريعة». ووضع الناسخ فوقها حـ ممدودة, وكتب فوقها العبارة التي أثبتُّ في المتن, وانظر ما مضى (ص: ٣٦).
(٢). أخرجه أبو داود (٢٦٨٣) والنسائي (٤٠٦٧) وغيرهما, وصححه الحاكم (٣/ ٤٥) على شرط مسلم ولم يتعقبه الذهبي, وخرَّجه الضياء في المختارة (١٠٥٤, ١٠٥٥) , وصححه ابن الملقن في «البدر المنير» (٧/ ٤٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>