للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* أحدهما: مَثَل الكفر والجهل المركَّب الذي يحسَبه صاحبُه موجودًا، ويكون خيالًا معدومًا كالسَّراب, والقلبُ (١) عطشانٌ إلى الحقِّ كعَطَشِ الجسد إلى الماء، فإذا طلبَ ما ظنَّه ماءً وجدَه سرابًا، ووجدَ الله عنده فوفَّاه حسابه, والله سريعُ الحساب. وهكذا (٢) تجدُ عامَّة هؤلاء الخارجين عن السُّنة والجماعة.

* والمَثَل الثاني: مَثَل الكفر والجهل البسيط الذي لا يتبيَّن فيه حقٌّ ولا يُرى فيه هدًى.

والكفرُ المركَّبُ مستلزمٌ للبسيط، وكلُّ كفرٍ فلا بدَّ فيه من جهلٍ مركَّب.

فضربَ سبحانه المَثَلين بذلك ليبيِّن حالَ الاعتقاد الفاسد، ويبيِّن حالَ عدم معرفة الحق (٣)، وهو يُشْبِهُ حالَ المغضوب عليهم والضالِّين, حالَ المصمِّم على الباطل حتى يحلَّ به العذابُ وحالَ الضالِّ الذي لا يرى طريق الهدى.

فنسأل الله العظيمَ أن يثبِّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وأن يرزقنا الاعتصامَ بالكتاب والسُّنة.

ومن أمثلة [ذلك] (٤) ما ينسبُه كثيرٌ من أتباع المشايخ والصوفية إلى


(١) الأصل: «وان الحق». والصواب المثبت.
(٢) الأصل: «ولهذا». وهو خطأ, وأصلح في (ط).
(٣) الأصل: «حال عدم معرفة حال الحق». من سهو الناسخ.
(٤) زيادة ضرورية لاستقامة السياق. وسيأتي نظيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>