للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:
مسار الصفحة الحالية:

ليقرأ على بعض شيوخهم منطقًا، فقرأ منه قطعة، ثم قال: خواجَا (١)، أين بابُ ترك الصلاة؟ فضحكوا منه.

وهذا موجودٌ بالاستقراء, من حسَّن الظنَّ بالمنطق وأهله إن لم يكن له مادةٌ من دينٍ وعقلٍ يستفيدُ بها الحقَّ الذي ينتفعُ به وإلا أفسدوا عقلَه ودينَه. ولهذا يوجدُ فيهم من الكفر والنفاق والجهل والضلال وفساد الأقوال والأعمال ما هو ظاهرٌ لكل ناظرٍ من الرجال.

ولهذا كان أولُ من خَلَطه بأصول الفقه ونحوه من العلوم الإسلامية كثيرَ الاضطراب (٢) , فإنه كان كثيرٌ من فضلاء المسلمين وعلمائهم يقولون: المنطقُ كالحساب ونحوه مما لا يُعْلَمُ به صحةُ الإسلام ولا فسادُه ولا ثبوتُه ولا انتفاؤه.

فهذا كلامُ من رأى ظاهرَه وما فيه من الكلام على الأمور المفردة لفظًا ومعنًى، ثم على تأليف المفردات وهو القضايا ونقيضها وعكسها المستوي وعكس النقيض، ثم على تأليفها بالحدِّ والقياس، وعلى مواد القياس.

وإلا فالتحقيقُ أنه مشتملٌ على أمورٍ فاسدة، ودعاوى باطلةٍ كثيرة، لا يتسعُ هذا الموضعُ لاستقصائها. والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.


(١). الخواجا والخواجه لفظ فارسيٌّ يطلق على الكاتب, والتاجر, وأمين السِّر, ويطلق على المعلِّم والأستاذ والشيخ وهو المراد هنا. انظر: «تكملة المعاجم» (٤/ ٢٢٧, ٩/ ١٥) , و «معجم تيمور الكبير» (٣/ ٢١٠).
(٢). ذهب البلى بأطراف الورقة فلم تظهر بعض حروف الكلمة وأخريات غيرها, وأثبتها من (ط) , وهي ظاهرة من السياق.

<<  <  ج: ص: