للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل تفسير حديث المعراج الذي لأبي عبد الله الرازي (١) الذي احتذى فيه حذو ابن سينا وعَيْن القضاة الهمَذاني (٢)، فإنه روى حديثَ المعراج بسياقٍ طويلٍ وأسماءٍ عجيبةٍ وترتيبٍ لا يوجدُ في شيءٍ من كتب المسلمين، لا في الأحاديث الصحيحة ولا الحسنة ولا الضعيفة المروية عند أهل العلم، وإنما وضعه بعض السُّؤَّال والطُّرُقيَّة أو بعض شياطين الوعَّاظ أو بعض الزنادقة.

ثم إنه مع الجهل بحديث المعراج الموجود في كتب الحديث والتفسير والسيرة (٣) , وعُدوله عمَّا يوجدُ في هذه الكتب إلى ما لم يُسْمَعْ من عالِمٍ ولا يوجدُ في أثارةٍ من علمٍ= فسَّره بتفسير الصَّابئة الضالَّة المنجِّمين، وجعَل مضمون معراج الرسول ترقِّيه بفِكْره إلى الأفلاك، وأن الأنبياء الذين رآهم هم الكواكب، فآدم هو القمر، وإدريس هو الشمس, والأنهار الأربعة هي العناصر الأربعة، وأنه عرف الوجود الواجب المطلق (٤).

ثم إنه يعظِّمُ ذلك ويجعلُه من الأسرار والمعارف التي يجبُ صونُها


(١). فخر الدين الرازي.
(٢). عبد الله بن محمد بن علي الميانجي, فقيه متكلِّم, أفتى جماعة من العلماء بإباحة دمه فقُتِل وصُلِب سنة ٥٢٥. قال الذهبي: رأيت شيئا من كلامه فإذا هو كلامٌ خبيثٌ على طريق الفلاسفة والباطنية. انظر: «تاريخ الإسلام» (١١/ ٤٣٣) , و «لسان الميزان» (٦/ ٢٩١) , و «إرشاد الأريب» (١٥٥٠).
(٣). جمع ابن كثير رواياته في تفسيره (٨/ ٣٧٤ - ٤٣٠).
(٤). انظر: «الرد على المنطقيين» (٥٤٥) , و «الصفدية» (١/ ٢٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>