للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك (١)، كما يتعمدُ خلقٌ كثيرٌ الكذبَ في الرؤيا الصالحة وهي جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءًا من النبوَّة (٢)، وكما كانت الجنُّ تخلطُ بالكلمة تَسْمَعُها من السماء مئة كذبة (٣).

ولهذا ثبت في «صحيح مسلم» (٤) عن معاوية بن الحكم السُّلَمي قال: قلت: يا رسول الله، إني حديثُ عهدٍ بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منَّا رجالًا يأتون الكُهَّان؟ قال: «فلا تأتِهم». قال: قلت: ومنَّا رجالٌ يتطيَّرون؟ قال: «ذاك شيءٌ يجدونه في صدورهم فلا يصدَّنَّهم». قال: قلت: ومنَّا رجالٌ يَخُطُّون؟ قال: «كان نبيٌّ من الأنبياء يَخُطّ، فمن وافق خطَّه فذاك».

فإذا كان ما هو من أجزاء النبوَّة ومن أخبار الملائكة قد يُتعَمَّدُ فيه الكذبُ الكثير، فكيف بما هو في نفسه مضطربٌ لا يستقرُّ على أصل؟!

لهذا تجدُ عامَّة من في دينه فسادٌ يدخُل في الأكاذيب الكونية، مثل أهل الاتحاد، فإن ابن عربي في كتاب «عنقاء مُغْرِب» (٥) وغيره أخبر بمستقبَلاتٍ كثيرةٍ عامَّتها كذب، وكذلك ابن سبعين.

وكذلك الذين استخرجوا مدَّة بقاء هذه الأمة من حساب الجُمَّل من حروف المعجم الذي وَرِثُوه من اليهود ومن حركات الكواكب الذي وَرِثُوه


(١) (ط): «دلت على ذلك دلالة».
(٢) أخرجه البخاري (٦٩٨٩) ومسلم (٢٢٦٣).
(٣) أخرجه البخاري (٣٢١٠) ومسلم (٢٢٢٨).
(٤) (٥٣٧).
(٥) طبع مفردًا وضمن رسائله (٤/ ٨٤ - ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>