للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقالات المنافقين الزنادقة؛ إذ المسلمون متَّفقون على أن هذه الأمة خيرُ الأمم وأكملُهم، وأن أكمل هذه الأمة وأفضلَها سابقوها.

وإذا سُلِّمَ ذلك فأعلمُ الناس بالسَّابقين وأتبعُهم لهم هم أهلُ الحديث وأهلُ السُّنة.

ولهذا قال الإمامُ أحمد في رسالة عَبْدُوس بن مالك (١): «أصول السُّنة عندنا التمسُّكُ بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , والاقتداءُ بهم، وتركُ البدع، وكلُّ بدعةٍ فهي ضلالة، والسُّنة عندنا آثارُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والسُّنةُ تفسِّر القرآن، وهي دلائلُ القرآن»، أي دلالاتٌ على معناه.

ولهذا ذكر العلماءُ أن الرَّفض أساسُ الزندقة (٢)،

وأن أول من ابتدعَ الرَّفض إنما كان منافقًا زنديقًا (٣)، وهو ابن سبأ، فإنه إذا قُدِحَ في السابقين الأولين فقد قُدِحَ في نقل الرسالة، أو في فهمها، أو في اتِّباعها. فالرافضةُ تقدحُ تارةً في علمهم بها، وتارة في اتِّباعهم لها، وتحيلُ ذلك على أهل


(١) أبو محمد العطار, قال الخلال: كانت له عند أحمد منزلة وله به أنسٌ شديد. أخرج رسالته اللالكائي في «اعتقاد أهل السنة» (١/ ١٧٦) , وابن أبي يعلى في ترجمته من «طبقات الحنابلة» (٢/ ١٦٦) , وغيرهما.
(٢) وذلك أنه كان بابًا ولج منه الإسماعيلية ونحوهم من الزنادقة إلى كفرهم.

قال الغزالي في «فضائح الباطنية» (٣٧) عنهم: «مذهبٌ ظاهره الرفض وباطنه الكفر المحض». وقال المصنف: «التشيع دهليز الرفض, والرفض دهليز القرمطة». انظر: «مجموع الفتاوى» (٢/ ٢٣٠, ٤/ ٤٢٨, ٢٢/ ٣٦٧).
(٣) انظر: «المقالات والفرق» للقُمِّي (٢٠) , و «فرق الشيعة» للنوبختي (٢٢) عن «أصول مذهب الشيعة» للقفاري (١/ ٨٢) , و «منهاج السنة» (٧/ ٤٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>