للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الشورى: ٥].

فمن جعلهم عشرة، أو تسعة عشر، أو زعم أن التسعة عشر الذين على سَقَر هم العقولُ والنفوس= فهذا جهلُه بما جاء عن الله ورسوله وضلالُه في ذلك بيِّن؛ إذ لم يتَّفق الاسمان في صفة المسمَّى ولا في قَدْره كما تكونُ الألفاظُ المترادفة، وإنما اتفقَ المسمَّيان في كون كلٍّ منهما روحًا متعلِّقًا بالسَّماوات, وهذا من بعض صفات ملائكة السَّماوات.

فالذي أثبتوه بعض الصِّفات لبعض الملائكة، وهو بالنسبة إلى الملائكة وصفاتهم وأقدارهم وأعدادهم في غاية القِلَّة، أقلُّ مما يؤمنُ به السَّامِرَة من الأنبياء بالنسبة إلى الأنبياء؛ إذ لا يؤمنون بعد موسى ويوشَع بنبيٍّ (١).

كيف وهم لم يثبتوا للملائكة من الصِّفة إلا مجرَّدَ ما عَلِمُوه من نفوسهم, مجرَّد العلم للعقول، والحركة الإرادية للنفوس.

ومن المعلوم أن الملائكة لهم من العلوم والأحوال والإرادات والأعمال


(١). السامرة أو السامريون من فرق اليهود, يخالفون سائر اليهود في توراتهم وشريعتهم, ولا يعترفون بالمشنا (التي سبقت الإشارة إليها) , ولا بنبوة من بعد موسى ويوشع كداود وسليمان وعيسى عليهم السلام, وذكر المصنف أنهم في اليهود كالرافضة في المسلمين. انظر: «الملل والنحل» (١/ ١٩٩) , و «الجواب الصحيح» (٢/ ٢٣, ٤٥٠, ٣/ ٤٠, ٤٢, ٥٠, ٤٢٤, ٤٢٦) , و «منهاج السُّنة» (١/ ٣٧, ٥/ ١٧٤) , و «الرد على المنطقيين» (٢٩٠) , و «جامع الرسائل» (١/ ٢٧٠) , و «مجموع الفتاوى» (٢٨/ ٤٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>