للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسَّاس، أو المتحرِّك بالإرادة، أو النامي، أو الجسم, فمن المعلوم أن هذه أعمُّ. وإذا كانت أعمَّ يكون (١) إدراكُ الحسِّ لأفرادها أكثر، فإن كان إدراكُ الحسِّ لأفرادها كافيًا في التصوُّر فالحسُّ قد أدرك أفراد النوع, وإن لم يكن كافيًا في ذلك لم تكن الأجزاءُ متصوَّرة (٢)، فيحتاجُ المعرِّفُ إلى معرِّف، وأجزاء الحدِّ إلى حدٍّ.

الرابع عشر: أن الحدود لا بدَّ فيها من التمييز، وكلَّما قلَّت الأفرادُ كان التمييزُ أيسر، وكلَّما كثرت كان أصعب، فضبطُ العقل لكلِّيٍّ تقلُّ أفرادُه مع ضبط كونه كليًّا أيسرُ عليه مما كثرت أفرادُه، وإن كان إدراكُ الكُلِّيِّ الكثير الأفراد أيسرَ عليه فذاك إذا أدركه مطلقًا؛ لأن المطلق يحصلُ بحصول كلِّ واحدٍ من الأفراد.

وإذا كان كذلك (٣) فأقلُّ ما في أجزاء المحدود أن تكون متميِّزةً تميُّزًا كليًّا؛ ليُعْلَم كونها صفةً للمحدود أو محمولةً عليه أم لا؟ فإذا كان ضبطُها كلِّيةً أصعبَ وأتعبَ من ضبط أفراد المحدود كان ذلك تعريفًا للأسهل معرفةً بالأصعب معرفة (٤)، وهذا عكسُ الواجب.

الخامس عشر: أن الله سبحانه علَّم آدم الأسماء كلَّها، وقد ميَّز كلَّ مسمَّى باسمٍ يدلُّ على ما يفصلُه من الجنس المشترك ويخصُّه دون ما سواه، ويبيِّن به ما يرتسمُ معناه في النفس.


(١). الأصل: «بكون». تحريف.
(٢). الأصل: «معروفه». تحريف.
(٣). الأصل: «ذلك». وسيأتي نظيره (ص: ٣٣١)، وهو مألوفٌ من أسلوب المصنف.
(٤). الأصل و (ف): «مفردة» , والمثبت من (ط) أظهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>