للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

ثم قال المعترض (١): «قال أبو الفرج ابن الجوزي في الردِّ على الحنابلة: إنهم أثبتوا لله سبحانه عينًا، وصورةً، ويمينًا، وشمالاً، ووجهًا زائدًا على الذَّات، وجبهةً، وصدرًا، ويدين، ورجلين، وأصابع، وخنصرًا، وفخذًا، وساقًا، وقدمًا، وجنبًا، وحِقْوًا وخَلْفًا، وأمامًا، وصعودًا، ونزولًا، وهرولةً، وا عجبًا لقد كمَّلوا هيئة البدن! وقالوا: يحمَل على ظاهره، وليست بجوارح، ومثل هؤلاء لا يُحَدَّثون، فإنهم يكابرون العقول, وكأنهم يُحَدِّثون الأطفال» (٢).

قلت: الكلام على هذا فيه أنواع:

الأول: بيان ما فيه من التعصُّب بالجهل والظلم قبل الكلام في المسألة العلمية.


(١) لم يسبق له ذكر, ويشبه أن يكون هذا فصلًا أدرجه الناسخ من «أجوبة الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية» , كما مر في المقدمة.
(٢) «دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه» لابن الجوزي (٦, ٤٤). ويسميه المصنف: «كف التشبيه بكف التنزيه» , انظر: «درء التعارض» (٨/ ٦٠, ٩/ ١٦٠) , و «شرح حديث النزول» (٥٥). ومن الكتاب نسخةٌ بعنوان «أخبار الصفات» تشتمل على مقدمة طويلة وزيادات, والنص فيها باختلاف يسير (١٧, ٦٤ - نشرة ليدن).

وسُمِّي في بعض نسخه و «كشف الظنون» (١/ ٢١٨): «الباز الأشهب المنقض على مخالفي المذهب» , وهو غلط, فإن «الباز الأشهب» كتابٌ كبير جمع فيه ابن الجوزي الأحاديث التي يحتجُّ بها أهل المذهب وتكلَّم عليها صحةً وضعفًا وضمَّنه خلاف المذاهب, كما وصفه وسماه في الكتاب نفسه, وقال ابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٩٥): هو تعليقةٌ في الفقه كبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>