للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محقَّقة، بل فيها باطلٌ كثير؛ فإن ترجمةَ المعاني الباطلة وتصويرَها صعب؛ لأنه ليس لها نظيرٌ من الحقِّ من كلِّ وجه (١).

فإذا سئلنا عن كلامٍ يقولونه: هل هو حقٌّ أو باطل، ومِن أين يتبيَّن الحقُّ فيه والباطل؟

[قيل:] (٢) من القرآن, بالحجَّة والدَّليل، كما كان المشركون وأهلُ الكتاب يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مسائل أو يناظِرونه، وكما كانت الأممُ تجادِلُ رسلَها؛ إذ كثيرٌ من الناس يدَّعي موافقةَ الشريعة للفلسفة.

مثال ذلك: إذا ذكروا «العقول العشرة» و «النفوس التسعة» , وقالوا: إن العقلَ الأول هو الصَّادرُ الأولُ عن الواجب بذاته، وإنه من لوازم ذاته ومعلولٌ له، وكذلك الثاني عن الأول، وإن لكل فلَكٍ عقلًا ونفسًا (٣).

قيل: قولكم: «عقل» و «نفس» لغةٌ لكم، فلا بدَّ من ترجمتها، وإن كان اللفظُ عربيًّا فلا بدَّ من ترجمة المعنى.


(١). كما قال المصنف: «اعلم أن المذهب إذا كان باطلًا في نفسه لم يمكن الناقل له أن ينقله على وجهٍ يُتَصَوَّر تصوُّرا حقيقيًّا, فإن هذا لا يكون إلا للحق». انظر: «مجموع الفتاوى» (٢/ ١٤٥) , و «درء التعارض» (٣/ ٣٢٦).
(٢). زيادة تقديرية لالتئام السياق.
(٣). وهي نظرية الفيض والصدور عندهم. انظر: «الإشارات والتنبيهات» (٣/ ١٥٠) , و «النجاة» (٢/ ١٣٣) , و «آراء أهل المدينة الفاضلة» (٥٥) , و «تهافت الفلاسفة» (١٤٥) , و «بغية المرتاد» (٢٤١) , و «الصفدية» (١/ ١٢٥, ٢٧٩, ٢/ ٢٨٣) , و «درء التعارض» (١/ ٣٥) , و «بيان تلبيس الجهمية» (٥/ ٢٦٤) , و «الرد على المنطقيين» (٢٢١, ٣٠٨, ٣٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>