طُبِع الكتاب أول مرة بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة ١٣٧٠ - ١٩٥١ م , عن نسخة بخط الشيخ عبد المعطي بن علي بن يوسف المصري نقلها عن نسخة المكتبة المحمودية (التي اعتمدناها وتقدَّم وصفها) في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة ١٣٥٨, ثم قابلها على أصلها مع الشيخ محمد بن علي الحركان في شهر رجب من السنة نفسها, بناء على طلب من الشيخ الوجيه محمد بن حسين نصيف, ثم قام بتصحيحها والتعليق عليها الشيخ محمد بن عبد الرزاق حمزة, ثم راجعها وعلق عليها تلميذه الشيخ سليمان الصنيع واستدرك عليه مواضع وترجم لبعض الأعلام, ثم صححها مطبعيًّا الشيخ محمد حامد الفقي, وكتب لها الشيخ عبد الرحمن الوكيل مقدمة تحدث فيها عن ابن تيمية وعرَّف بالكتاب وموضوعاته.
وفي هذه الطبعة تصرُّفٌ كثيرٌ في نصِّ الكتاب بالزيادة والحذف والتغيير دون تنبيه على ما في الأصل, وجلُّ ذلك مما لا وجه له إلا محض الاقتراح والافتيات على عبارة المؤلف, وبعضه مفسدٌ للمعنى, وأظنُّ ذاك بقلم مَن قام على تصحيحها, وما هو من الناسخ, وقد استغضب ذلك الشيخ سليمان الصنيع فكتب في إحدى حواشيه (ص: ١٦٤ من المطبوعة) نقدًا لتلك السبيل وخطر تغيير ما يقع في الأصول دون بيان.
وفيها من التحريف مواضعُ اشتبهت على ناسخ النسخة الفرع التي طُبِع عنها الكتاب, وهي على الصواب في أصلها الذي اعتمدناه, فأثبتُّ ما في الأصل وضربتُ عنها التنبيهَ صفحًا, أما ما وقع محرَّفًا في الأصل وتابعَته