للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُجَجٌ تَهَافَتُ كالزُّجَاج تَخالُها ... حقًّا، وكلٌّ كاسرٌ مكسورُ

فإذا كانت هذه حالَ حُجَجِهم فأيُّ لغوٍ باطلٍ وحشوٍ يكونُ أعظم من هذا؟! وكيف يليقُ بمثل هؤلاء أن يَعِيبوا (١) أهلَ الحديث والسُّنة الذين هم أعظمُ الناس علمًا ويقينًا وطمأنينةً وسكينة، يَعْلَمُون ويَعْلَمُون أنهم يَعْلَمُون، وهم بالحق يوقنون, لا يشكُّون ولا يَمْتَرون؟!

فأما ما أوتيه علماءُ أهل الحديث وخواصُّهم من اليقين والمعرفة والهدى فأمرٌ يجلُّ عن الوصف، ولكن عند عوامِّهم من اليقين والمعرفة (٢) والعلم النافع ما لم يحصُل منه شيءٌ لأئمَّة المتفلسفة المتكلمين, وهذا ظاهرٌ مشهودٌ لكلِّ أحد.

غايةُ ما يقول أحدُهم: إنهم جَزَموا بغير دليل (٣)، وصمَّموا بغير حُجَّة، وإنما معهم التقليد.

وهذا القدرُ قد يكون في كثيرٍ من العامَّة, لكنَّ جزمَ العلمِ غيرُ جزم


(١) الأصل: «ينسبوا». ويحتمل أن تقرأ: «يسبُّوا». والمثبت أشبه. انظر: (ص: ٣٧).
(٢) كذا في الأصل, وزيادة المعرفة هنا غير ظاهر, ووضع الناسخ فوقها حـ ممدودة كأنه يستشكلها, وانظر ما مضى (ص: ٣٦).
(٣) الأصل: «بغير علم دليل». وهو غلط, إلا أن تكون: «بغير علم ودليل» , والمثبت أنسب للازدواج. ووضع الناسخ كذلك حـ فوق كلمة «علم».

<<  <  ج: ص:  >  >>