للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن لم نعلم (١) التماثلَ والعلَّة، بل ظننَّاها ظنًّا, كان الحكمُ كذلك.

وهكذا الأمرُ في قياس الشُّمول، إن كانت المقدِّمتان معلومتين كانت النتيجةُ معلومة، وإلا فالنتيجة تتبعُ أضعفَ المقدمات.

فأما دعواهم أن هذا (٢) لا يفيدُ العلم، فهو غلطٌ محضٌ محسوس، بل عامَّة علوم بني آدم العقلية المحضة مِن قياس التمثيل (٣).

وأيضًا، علومُهم التي جعلوا هذه الصِّناعة ميزانًا لها بالقصد الأول, لا يكاد يُنْتَفعُ بهذه الصِّناعة المنطقية في هذه العلوم إلا قليلًا؛ فإن العلوم الرياضية مِن حساب العَدَد وحساب المقدار الذِّهني والخارجي قد عُلِمَ أن الخائضين فيه من الأوَّلين والآخِرين مستقلُّون به من غير التفاتٍ إلى هذه الصناعة المنطقية واصطلاح أهلها.

وكذلك ما يصحُّ من العلوم الطبيعية الكُلِّية والطِّبية، تجدُ الحاذقين فيها لم يستعينوا عليها بشيءٍ من صناعة المنطق، بل إمامُ صناعة الطبِّ بُقراط (٤)


(١) الأصل: «يعلم» , كذلك. والصواب المثبت من (ط) في الموضعين.
(٢) أي قياس التمثيل.
(٣) انظر لحقيقة قياس الشمول والتمثيل وإفادتهما للعلم والظن: «الرد على المنطقيين» (١١٦ - ١٢١, ١٥٩, ٢٠٤ - ٢١٩, ٢٣٣ - ٢٣٥, ٢٤١ - ٢٤٥, ٢٩٩, ٣١٧, ٣٥٣ - ٣٥٦, ٣٦٤ - ٣٨٤) , و «شرح الأصبهانية» (٤٥٥) وأحال فيه على «الرد على الغالطين في المنطق» , و «درء التعارض» (٦/ ١٢٥, ٧/ ١٥٣, ٣١٨ - ٣٢٢, ٣٣٧) , و «النبوات» (٧٢٦, ٧٤٣ - ٧٥٥).
(٤) كتبه أقدم ما وصل إلينا من كتب الطب, وكان قبل الاسكندر بنحو مئة سنة, فاضلًا متألهًا متنسكًا, وقيل إنه من الصابئة الحنفاء. انظر: «طبقات الأطباء» لابن جلجل (٢٤) , و «أخبار الحكماء» (١٢١) , و «الرد على المنطقيين» (٤٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>