للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة: ٦٤].

وكذلك المتكلِّمون المخلِّطون (١) الذين يكونون تارةً مع المسلمين وإن كانوا مبتدعين، وتارةً مع الفلاسفة الصَّابئين، وتارةً مع الكفار المشركين، وتارةً يقابِلون بين الطوائف وينظُرون لمن تكونُ الدائرة، وتارةً يتحيَّرون بين الطوائف.

وهذه الصفة كَثُرَت في كثيرٍ ممَّن انتسب إلى الإسلام من العلماء والأمراء وغيرهم، لاسيَّما لما ظهر المشركون من التُّرك على أرض الإسلام بالمشرق في أثناء المئة السابعة, وكان كثيرٌ ممن ينتسبُ إلى الإسلام فيه من النفاق والردَّة ما أوجبَ تسليطَ المشركين وأهل الكتاب (٢).

فتجدُ أبا عبد الله الرازي يطعنُ في دلالة الأدلَّة اللفظية على اليقين، وفي إفادة الأخبار للعلم، وهذان هما مقدِّمتا الزندقة كما قدَّمناه (٣) , ثم يعتمدُ فيما أقرَّ به من أمور الإسلام على ما عُلِمَ بالاضطرار من دين الإسلام، مثل العبادات والمحرَّمات الظاهرة, وكذلك الإقرار بمعاد الأجساد (٤) , مع أن


(١). الأصل: «المختلطون». والمثبت من (ط) أشبه بالصواب.
(٢). انظر: «اقتضاء الصراط» (١/ ٣٥٨) , و «مجموع الفتاوى» (٢/ ٤٧٥, ١٣/ ١٧٩, ١٨٢, ٢٢/ ٢٥٤, ٣٤/ ٢٠٥). والمراد بالترك التتار.
قال ابن دقيق العيد: «إنما استولت التتار على بلاد المشرق لظهور الفلسفة فيهم وضعف الشريعة». «مجموع الفتاوى» (٢/ ٢٤٥).
(٣). (ص: ١٣٢).
(٤). انظر: «بيان تلبيس الجهمية» (٢/ ٧٢, ٦/ ٣٤٤, ٨/ ٣٨١) , و «مجموع الفتاوى» (١٣/ ١٣٩, ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>