للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (١)، كما أن التهوُّد والتنصُّر منه ما أهلُه مبتدِعُون ضُلَّالٌ قبل إرسال محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومنه ما كان أهلُه متَّبعين للحقِّ وهم الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا الصالحات, فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.

ومن قال من العلماء المصنِّفين في المنطق: «إن القياس الخَطَابيَّ هو ما يفيدُ الظنَّ، كما أن البرهانيَّ ما يفيدُ العلم» (٢)، فلم يعرف مقصودَ القوم، ولا قال حقًّا؛ فإن كلَّ واحدٍ من الخَطَابي والجَدَلي قد يفيدُ الظنَّ، كما أن البرهانيَّ قد تكونُ مقدِّماتُه مشهورةً ومسلَّمة. فالتقسيمُ لموادِّ القياس وقع باعتبار الجهات التي يُقْبَلُ منها، فتارةً يُقْبَل القول لأنه معلوم, إذ العلمُ يوجبُ القبول. وأما كونُه لا يفيدُ العلمَ فلا يوجبُ قبولَه إلا لسبب, فإن كان لشهرته فهو خَطَابيٌّ ولو لم يُفِد علمًا ولا ظنًّا, وهو أيضًا خَطَابيٌّ إذا كانت قضيَّته (٣) مشهورة وإن أفاد علمًا أو ظنًّا. والقولُ في الجدليِّ كذلك (٤).

ثم إنهم قد يمثِّلون المشهورات المقبولات التي ليست عِلمية (٥) بقولنا: العلمُ حسنٌ والجهلُ قبيح، والعدلُ حسنٌ والظلمُ قبيح، ونحو ذلك من


(١) انظر: «الملل والنحل» (٢/ ٧) , و «درء التعارض» (٧/ ٣٣٤) , و «الرد على الشاذلي» (١٣٦) , و «الرد على المنطقيين» (٢٨٨, ٤٨٠).
(٢) انظر: شرح «الإشارات» للطوسي (١/ ٤٦٢, ٤٦٣).
(٣) الأصل: «قصته». تحريف.
(٤) انظر: «الرد على المنطقيين» (٤٣٩).
(٥) أي ليست معلومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>