للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى صارت بينهم مودَّة (١).

فلما ظَهَر ما ظَهَر من الكفر والنفاق في المسلمين, وقَوِيَ ما قَوِيَ من حال المشركين وأهل الكتاب, كان مع ذلك (٢) ما ظَهَر من استيلاء الجهمية (٣) والرافضة وغيرهم من أهل الضلال وتقريب الصابئة ونحوهم من المتفلسفة, وذلك بنوع رأيٍ يحسبه صاحبُه عقلًا وعدلًا، وإنما هو جهلٌ وظلم؛ إذ التسوية بين المؤمن والمنافق والمسلم والكافر أعظمُ الظلم، وطلبُ الهدى عند أهل الضلال أعظمُ الجهل، فتولَّد من ذلك محنةُ الجهمية، حتى امتُحِنَت الأمةُ بنفي الصفات والتكذيب بكلام الله ورؤيته، وجرى من محنة الإمام أحمد وغيره ما جرى مما يطول وصفُه.

وكان في أيام المتوكِّل قد عَزَّ الإسلامُ حتى أُلْزِمَ أهلُ الذمَّة بالشُّروط العُمَريَّة وأُلْزِمُوا الصَّغَار (٤)، فعَزَّت السُّنةُ والجماعة، وقُمِعَت الجهميةُ والرافضةُ ونحوهم.


(١) الأصل: «بينهما». وفي (ط): «صار بينه وبينهم مودة».
(٢) (ط): «كان من أثر ذلك».
(٣) لعل المراد توليتهم القضاء ونحوه من الولايات, كما كان ابن أبي دؤاد قاضي القضاة في عهد المعتصم وهو من الجهمية. انظر: «التسعينية» (١٨٠) , و «مجموع الفتاوى» (١٧/ ٢٩٩). أو لعل «استيلاء» محرفة عن «استعلاء».
(٤) انظر: «اقتضاء الصراط المستقيم» (١/ ٣٦٨) , و «جامع المسائل» (٣/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>