الأول: مذهب السلف في الاعتقاد ومذهب غيرهم من المتأخرين, ما الصواب منهما؟ وهل أهل الحديث أولى بالصواب من غيرهم؟ وهل حدث بعدهم علومٌ جهلوها وعلمها غيرهم؟
والثاني: علم المنطق, هل من قال:«إنه فرض كفاية» مصيب؟
وكأن السائل تخلَّص بالفقرة الأخيرة من الأمر الأول إلى السؤال عن المنطق, إذ المنطق من العلوم الصِّناعية التي حدثت بعد عهد السلف حين ترجمت كتب اليونان إلى العربية في دولة بني العباس.
استغرق جواب المصنف عن الأمر الأول ثلاثة أرباع الكتاب, وجعل الربع الأخير للجواب عن الثاني.
فابتدأ الجواب بتقرير أن اتباع سبيل المؤمنين من الصحابة وتابعيهم بإحسان واجبٌ, وأن مِن سبيلهم في الاعتقاد الإيمانَ بصفات الله تعالى وأسمائه التي وردت في كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - من غير زيادة عليها ولا نقص منها, وبلا تأويل ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين.
واحتجَّ لإثبات أن ذلك من سبيلهم بنصوصٍ من عيون كلامهم وكلام من بعدهم ممَّن حكى مذهبهم وطريقتهم في هذا الباب.