للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طوائف الفقهاء الأربعة، ومن أهل الحديث, والتصوف، وأهل الكلام كالأشعريِّ وغيره.

فصار مذهبُ السَّلف منقولًا بإجماع الطوائف وبالتواتر، لم نُثْبِتْه بمجرَّد دعوى الإصابة لنا والخطأ لمخالفنا كما يفعلُ أهلُ البدع.

ثم لفظ «التجسيم» لا يوجدُ في كلام أحدٍ من السَّلف لا نفيًا ولا إثباتًا, فكيف يحلُّ أن يقال: مذهبُ السَّلف نفيُ التجسيم أو إثباتُه بلا ذكرٍ لذلك اللفظ ولا لمعناه عنهم؟!

وكذلك لفظ «التوحيد» بمعنى نفي شيءٍ من الصِّفات لا يوجدُ في كلام أحدٍ من السَّلف.

وكذلك لفظ «التنزيه» بمعنى نفي شيءٍ من الصِّفات الخبرية لا يوجدُ في كلام أحدٍ من السَّلف.

نعم، لفظ «التشبيه» موجودٌ في كلام بعضهم, وتفسيرُه معه (١)، كما قد كتبناه عنهم، وأنهم أرادوا بالتشبيه تمثيلَ الله بخلقه، دون نفي الصِّفات التي في القرآن والحديث (٢).

وأيضًا، فهذا الكلام لو كان حقًّا في نفسه لم يكن مذكورًا بحجَّة تُتَّبع،


(١) كقول إسحاق بن راهويه: «إنما يكون التشبيه إذا قال: يدٌ كيدٍ أو مثل يدٍ, أو سمعٌ كسمع ... ». ونحوه عن الإمام أحمد. انظر: «جامع الترمذي» (٣/ ٢٠٢) , و «إبطال التأويلات» للقاضي أبي يعلى (١/ ٤٣, ٤٥).
(٢) انظر: «بيان تلبيس الجهمية» (١/ ٢٨٥, ٣٨٧, ٥/ ٣٩٦) , و «جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية» (١٥٢) , و «درء التعارض» (١/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>