للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجرًا (١).

والجهادُ عملٌ مشكورٌ لصاحبه في الظاهر لا محالة، وهو مع النية الحسنة مشكورٌ باطنًا وظاهرًا، ووجهُ شكرِه نصرُه للسُّنة والدين، فهكذا المنتصرُ للإسلام والسُّنة يُشْكَرُ على ذلك من هذا الوجه.

فحَمْدُ الرجال عند الله ورسوله وعباده المؤمنين بحسب ما وافقوا فيه دينَ الله وسنَّته وشرعَه من جميع الأصناف؛ إذ الحمدُ إنما يكونُ على الحسنات، والحسناتُ هي ما وافقت طاعةَ الله ورسوله، من التصديق بخبر الله والطاعة لأمره, وهذا هو السُّنة (٢) , فالخيرُ كلُّه باتفاق الأمة هو فيما جاء به الرسولُ - صلى الله عليه وسلم -.

وكذلك ما يُذَمُّ من يُذَمُّ من المنحرفين عن السُّنة والشريعة وطاعة الله ورسوله إلا بمخالفة ذلك.

ومن تُكُلِّمَ فيه من العلماء والأمراء وغيرهم إنما تكلَّم فيه أهلُ الإيمان بمخالفته السُّنة والشريعة، وبهذا ذمَّ السَّلفُ والأئمةُ أهلَ الكلام (٣) والمتكلمين الصِّفاتية, كابن كَرَّام وابن كُلَّاب والأشعري.


(١). أخرجه أبو داود (٢٥٣٣) بإسنادٍ فيه إرسالٌ بين مكحول وأبي هريرة, وله شاهدٌ من حديث أنس عند أبي داود (٢٥٣٢) وفي إسناده ضعف, وليس في الباب حديثٌ يثبت, لكن العمل عليه. انظر: «سنن الدارقطني» (٢/ ٤٠٣) , و «الضعفاء» للعقيلي (٤/ ١٨) , و «البدر المنير» (٤/ ٤٥٦) , و «الإرواء» (٢/ ٣٠٤).
(٢). كذا في الأصل.
(٣). الأصل: «لأهل الكلام» , والمثبت من (ط) أشبه بالصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>