للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: ٦٥].

وقد بسطنا القولَ في ذلك وذكرنا الدلالات العقلية التي دلَّ عليها كتابُ الله في نفي ذلك (١)، وبيَّنَّا منه ما لم تذكره النفاةُ الذين يتسمَّون بالتنزيه ولا يوجدُ في كتبهم ولا يُسْمَعُ من أئمَّتهم، بل عامةُ حججهم التي يذكرونها حججٌ ضعيفة؛ لأنهم يقصدون إثبات حقٍّ وباطل، فلا يقومُ على ذلك حجةٌ مطَّردةٌ سليمةٌ عن الفساد، بخلاف من اقتصد في قوله وتحرَّى القولَ السَّديد فإن الله يُصْلِحُ عملَه، كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الأحزاب: ٧٠، ٧١].

* وفيه من الحقِّ: الإشارةُ إلى الردِّ على من انتحَل مذهبَ السَّلف مع الجهل بمقالهم، أو المخالفة لهم بزيادةٍ أو نقصان.

فتمثيلُ الله بخلقه والكذبُ على السَّلف من الأمور المنكرة، سواءٌ سمِّي ذلك حشوًا أو لم يُسَمَّ، وهذا يتناولُ كثيرًا من غالية المُثْبِتَة الذين يَرْوُون أحاديثَ موضوعةً في الصِّفات, مثل حديث عَرَق الخيل, ونزوله عشيَّة عرفة على الجمل الأورَق حتى يصافحَ المُشَاة ويعانقَ الرُّكبان، وتجلِّيه لنبيِّه في الأرض، أو رؤيته له على كرسيٍّ بين السماء والأرض, أو رؤيته إيَّاه في الطَّواف,


(١) في مصنف أفرده لقوله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} , أشار إليه في «درء التعارض» (٤/ ١٤٦) و «منهاج السنة» (٢/ ١٨٥) , وأورده ابن رُشَيِّق في أسماء مؤلفاته (٢٩١ - الجامع سيرة شيخ الإسلام). وذكر في «بيان تلبيس الجهمية» (٦/ ٤٨٧) أنه بسط الكلام على هذا في «جواب الاعتراضات المصرية على الفتاا الحموية» , وهو في القطعة المطبوعة من الجواب (١١٤ - ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>