للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: ٥٣] , ومنه قول عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهمَّ ربنا ولك الحمد (١)، اللهم اغفر لي» يتأوَّلُ القرآن (٢).

* ويراد بلفظ «التأويل» التفسير, وهو اصطلاحُ كثيرٍ من المفسرين, ولهذا قال مجاهدٌ إمامُ أهل التفسير: إن الراسخين في العلم يَعْلَمُون تأويلَ المتشابه (٣)، فإنه أراد بذلك تفسيرَه وبيان معانيه، وهذا مما يعلمُه الراسخون.

* والثالث: أن يراد بلفظ «التأويل» صرفُ اللفظ عن ظاهره الذي يدلُّ عليه (٤) إلى ما يخالفُ ذلك لدليلٍ منفصلٍ يوجبُ ذلك، وهذا التأويلُ لا يكونُ إلا مخالفًا لما يدلُّ عليه اللفظُ ويبيِّنه.


(١) كذا في الأصل, ولعلها في بعض روايات البخاري, فقد أورد الحديث بها ابن بطال في «شرح البخاري» (٢/ ٤١٢) , ولم أرها عند غيره, ولا ذكرها من صنف في «الجمع بين الصحيحين» كالحميدي (٤/ ١٦٧) وعبد الحق (١/ ٣٢٩) والموصلي (١/ ٢٩٤). ورواها الواحدي بإسناده في «الوسيط» (٤/ ٥٦٧). والرواية المشهورة: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك» , وكذلك تقع في كتب المصنف المطبوعة.
(٢) أخرجه البخاري (٨١٧, ٤٩٦٨) ومسلم (٤٨٤).
(٣) أخرجه آدم بن أبي إياس في التفسير المنسوب إلى مجاهد (٢٤٩) , وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (١٠٠) , وابن جرير (٥/ ٢٣٠).
(٤) الأصل: «يدل عليه ظاهره». كأنه من سهو الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>