وهو كما قال لو لم تُوهِم التسميةُ أن الكتاب أحد كتابي شيخ الإسلام المشهورَين في الرد على المنطق, وقد مرَّ تصريحُ الناشر بهذا وما أعقبه من ذهاب كثيرٍ من الناس إليه.
وإذ قد تبيَّن نأيُ تسمية الكتاب بـ «نقض المنطق» عن الصواب, وعدم مطابقة الاسم للمسمى إلا بضربٍ من المجاز, فإن اللائق باسم الكتاب أن يكون كاشفًا عن مضمونه, واضحًا في الدلالة على محتواه, وهو الدفاع عن اعتقاد السلف وأهل الحديث والردُّ على من طعن فيهم أو زعم أن عدم علمهم بعلم المنطق يوجبُ جهلهم وينقص قدرهم, وذلك ما تضمَّنه الاسم الذي أورده الشيخ سليمان بن سحمان (ت: ١٣٤٩) , فإنه وقف على الكتاب ونقل عنه نقلًا طويلًا, وقال في صدره:«قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في كتابه الانتصار لأهل الأثر ... »(١).
وسواءٌ أكان هذا الاسم مكتوبًا على النسخة التي رآها الشيخ سليمان وكان مِن وضع المصنف أو أحد أصحابه, أم كان مما سمَّاه الشيخ أو غيرُه باجتهاده وهو الأشبه = فإنه اسمٌ صادق الدلالة على المسمى, وهو اجتهادٌ خيرٌ من ذلك الاجتهاد, فلذا آثرتُ إحياءه وتعريفه للناس, فوضعته في صفحة العنوان وتحته الاسم الذي اشتهر به وذاع.
ولابن تيمية - رحمه الله - رسالةٌ في «فضل السلف على الخلف في العلم»
(١) «كشف غياهب الظلام» (١٦٩). أفادني هذا الموضع المهم أخي وصديقي العزيز الشيخ الدكتور علي العمران وفقه الله.